شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 57)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 57)
المحتوى
53
ان الحركة القومية الاوروبية في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر لم تكن شيئا واحدا ؛
وإن حمل نفس الاسم وانمنا تتحدد الحركة القومية بمضمونها ومحتواها في الاساس ؛ وباتجاه
حركتها وتياراتها واهدافها ؛ لا باسعها وشكلها الخارجي , تتحدد بالرحلة التاريخية التي
تمر بها وتعبر عنها , وطبيعة القوى والطبقات الاجتماعية التي تحزكها أو تتصدرها وح
تركبها . وقد عرضنا بتفصيل للمرحلتين المتميزتين اللتين مرت بهما هذه الحركة والتيارين
الاساسيين فيه منذ نشأتها على يد البورجوازية الثورية الصاعدة في القرنين الثامن عشر
والنصف ألاول من القرن التاسع عشر , وكانت قومية ديموقراطية ليبرالية وعقلانية , ثم كيف
انتكست في مرحلتها الثانية » وتحولت الى قومية معادية للديمقراطية ‎٠‏ شوفينية عرقية على يد
الطبقات البورجوازية الكبيرة والقبالة القديمة بعد فشل ثورات سنة ‎١8+٠١‏ و444١‏
الديموقراطية وبعد كومونة باريس سنة ‎١41١‏ بوجه الخصوص , تم دخلت مرحلة الاميريالية
الكولونيالية وبرزت سماتها العدوانية والتوسعية .. وقد اصبحتا بازاء قوميتين متميزتين
وتيارين متناقضين تماما .. امتان على حد تعبير دزرائيلي .. قومية وتيار الشعب العامل
والطبقات الثورية والتقدم ‎٠‏ وتيار آخر ينتمي للطبقات الرجعية الامبريالية . فلم يكن من قبيل
الصدفة أن تنشا الصهيونية في المرحلة التي نشأت فيها ؛ وقد حملت منذ البداية كل سمات تيار
القومية الرجعية الشوفينية والعرقية . كما ارتبطت باهدافها الكولونيالية الاستعمارية
فأصبحت من أهم تياراتها في غز الشرق بحكم ظروفها الخاصة وطبيعة تراثها السلفي
وافكارها المتوارثة ومن هنا فاذا ادعت الصهيونية بانها ابنة عصرها في أورويا , عصر القومياتٌ
فهي صادقة ولكن علينا أن نكمل السؤال : أبنة من على وجه التحديد ؟وربيبة أي طبقات؟ حتى
لا تطمس ملامح الوليد ويضيع انتماؤه وهويته الحقيقية خلف اردية القومية الوطنية الكاذبة
والمعماة .
العنصرية والتلفيقية
ولكن العصر لم يكن غصر القومية فحسب يل عصر الاشتراكية أيضا ؛ عصر البيان
الشيوعي وكومونة باريس والحركات الاشتراكية الديموقراطية القوية في غرب وشرق أورويا .
ومن طبيعة المذاهب والتيارات العرقية اللاعقلانية انها تنشأ منعزلة متقوقعة لمجافاتها لروح
العصر , لذلك تلجأ لاكتساب الشعبية والجماهيرية التي تفتقدها . وللخروج من عزلتها ؛ الى
التلفيق وركوب الشعارات الرائجة وسرقة الدعوات والشعارات الجماهيرية بعد تزييفها وحرفها
عن اتجاهها الصحيح ,» فهذا ما فعله فاشية موسوليني عندما ركبت تيار الوطنية والسندكالية
العمالية . وكذلك نازية هتلر باشتراكيتها الوطنية الكاذبة » ومن هنا ايضا لم يكن بالصدفة أن
تحاول الصهيونية ركوب موجات القومية والاشتراكية معا . خاصة وأن جماهير اليهود كانت
تشكل عادة وتلعب دورا بارزا في الحركة الثورية في بلادها سواء في الحركات القومية الاندماجية
والديموقراطية أو الاشتراكية الراديكالية حتى اصبح اليهودي العالمي رمزا لمعاداة النظام في كل
مكان ‎٠‏ وكان من اهداف البورجوازية اليهودية الكبيرة والمندمجة في بلادها وفي البورجوازيات
الاوروبية حرف اتجاه الثوريين وتضليلهم بالشعارات العرقية السامية والمعادية للسامية ,
وكان من اهداف البورجوازية اليهودية بالذات ومن مصلحتها ابعاد شبح يهود شرق اورويا
وتحويلهم عن الغرب كما هو معروف حتى لا تضار مصالحهم ولا تسقط في الحرج ‎٠‏ ومن هنا
تاريخ
سبتمبر ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39580 (2 views)