شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 159)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 159)
- المحتوى
-
1١4
استبداد لامرشدله إلا التعنت عن هوى
لاشرع له ولا وازع » يحلل اليوم ما يحرمه غدا
استبداد يتمثل لنفسه بنفسه ,
تصادس به الاموال بغير حساب .
ويبطش المجرمون بالابرياء بغير عقاب ...
ذلك هو الاستبداد الذي تقصده في
بحثنا رص حم _كم) . 1
الحريات بين الواقع والمرتجى
والملاحظ أن مؤلف « عبرة وذكرى »يقسف
الفصول التالية من كتابه على شرح الابعاد والصفات
الملازمة لكل من الحرية والاستبداد على حد
سواء .فهى يضع مقولة الحرية ويلاد الحرية على
انواعها مقابل الاستبداد ويلاد الاستبداد في شتى
أشكاله ومظاهره . على طرفي نقيض . وإذا كانت
طبيعة البلاد العثمانية تأبى الاستيداد على حد
قوله , فان عهد الاستبداد إذا طال على الامة , قليس
من الجائز أى المستحسن إغراقها دفعة واحدة في
مناخ الحرية وإطلاق العنان للحريات الاساسية .
والسيب في ذلك يرجع الى استحكام الفوضى والى
نشوء نوع من الاستبداد( استبداد الجماعات ) هو
اشد بلاء من استبداد الرجل القرد .
والحريات التي يتحدث عنها البستاني ويعقد
لكل منها فصلا في الكتاب هي التالية :
(١)الحرية الشخصية : « أن اول ما
يحرص عليه المرء حرية شخصه . فلقد كانت لعهد
مضى مطلقة يسرح المرء ويمرح آيان شاء ويخالط من
شاء . ويقول ويعمل ما شاء , مما لاينال سواه
“رص )
قفي ظل الاستبداك الحميدي ظهر الوشاة
الذين أحصوا على الناس حركاتهم وسكناتهم .
فكانت الاعتقالات .. والتصفيات( إلقاء الجثكث في
البوسقور ) . وجرى نفي الاحرار وابعادهم( شقاء
المبعدين الى أطراف السلطتة . لكن عصر الحرية في
ظل الستور كفيل يوضع حد لذلك الكابوس »ويفتح
لمجال أمام المستقبل :« سيقو منا في الغد جهابذة
وفحول في العلم والسياسة والادارةوالقضاء ... ٠ )
رص .)١6١
بأذى .
؟ - حرية الصحافة : إذا كانت الصحافة
بمثابة الآلة الحيةالتي تنطق بلسان الامة وتنبه
الافكار وترشد الى الاصلاح وتشير الى مواطن
الخلل » وتنادي حي على القلاح ٠ فانها قد
تحولت في لل المراقبة الحميدية الى« ابواق تمجيد
واغوال تهديد » وكان « التعطيل » هو السيف
المسلط فوق راسها . حتى سيئم الناس قراءة
جرائد بلادهم . لقد خضعت الصحف الصادرة
في البلاد العثمانية الى قيود واصطلاحات
مفروضة . فالبستاني يتحدث عن شيء هو اشبه
ما يكون بمعجم الالفاظ الكتابية الذي يتضمن
قائمة الممنوعات والمخطورات :كالقانون
الاساسي والقتل والخلع وما اشتق منه
والجمهورية والديناميت والثورة والانصاف
والحرية . والشورى والمجلس النيايي وغير ذلك
من العبارات والاقوال الماثورة . مثل : العدل
اساس الملك , والظلم مرتعة وخيم والحرية
منتهى غايات الامم رص 18 ) ان حرية
الصحاقة هي نعمة واسعة الانتشار ف قلب
افريقيا واقاصي أسيا . ولا يجوز حرمان
العثمانيين منها , وهم الذين الفوها منذ ١ سنة
وليسوا يحديثي العهد فيها . لا بل هي حق
تمتعت به الامة على عهد الاسلاف فجاء
الاستبداد الحميدي ليسلبها إيَاها . والستاني
يتحفظ تجاه إطلاق الحرية الى حد يفضي بها الى
الفوضى المستحكمة في جرائد مصر خلال فترة من
الفترات على حد قوله . إنه لا ينوي تجاوز الحد
المعقول , وجل ما يرمي اليه :« لا نطمع ولا تون
أن نتخطى الآن الى ما وراء المعقول » فنثي وثبة
واحدة من وهدة المسكنة الاضطرارية الى قمة
التهور الاختياري ؛ بل جل ما نتمناه ان تباح لنا
رواية الاخبار وترديه صدى الافكار والنظر في
شؤون انفسنا من القاء درس مفيد روخي مقترح
جديد ونقد عامل وعمل والبحث في كل ما من شانه
أن بلذ ويهذب ويقيد »( ص 5-٠١5 )
( ” ) حرية التعليم :يسجل البستاني درجة التقدم
والرقي التي احرزها العلم والتعليم في اليلاد
العثمانية » حيث« أربى عدد القارئين الكاتبين على
عدد الاميين في كثير من الولايات »( ص 40١ ) . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)