شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 168)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 94 (ص 168)
- المحتوى
-
المذكرات » لكي تضعنا امام المثقف العربي الذي قرر
العودة الى وطنه بعد أن طال إغترابه واوغل يعيدا في
تقريّة . فقي السطرٌ الأول من المقدمة يطالغنا قرار
شرابي بالعودة نهائيا الى الوطن العريسي سنة
5 . وعندما اكتشف هذا المثقف العائد لخدمة
وطنه « ان الشعب والوطن لا يأبهان به ويأحلامه ,
وان الواقع يناقض الرؤيا . (٠ ص 4 ) . قرر من
جديد الرجوع ألى منقاه ٠ كالجندي المهزوم ٠ . وممأ
لا ريب فيه ان مذكرات الجمر والرماد في محاولة
يعمد شرابي من خلالها وعبرها الى مراجعة الماظي
ومواكبة المسار الذي اجتازه وعيه الفكري والفلسفي
والاجتماعي والقومي الوطني :
٠ هذا الكتاب حصيلة تلك القترة القلقة . بدات في
كتابته صيف ١175 لاسجل فيه نهاية مرحلة من
حياتي ظننتها أنتهت . وبدأية مرحلة جديدة
بدأت أو على وشك أن تبدا . الا ان المرجلة الجديدة لم
تتحقق والمرحلة السابقة ما زالت: مستمرة (٠ ص
5).
ان هذا التواصل'بين المزخلتين السابقة واللاحقة
يَشَهْمَ الى اتخداما"فا الاخشاس المتفائل الذي يقر
شترابي ابان تقديمه للمذكرات ٠ فيضع حدا لترنده
بين العودة من جديد الى الوطن او تمضية ما تبقى لي
مْنْ العم نهنا في هذه البلاد الغزيبة » , مؤكذا عجزه
عن التخلي عن وطنه : « سأعود يوم » وحين يستقل
عابي الطائرة في صيف العام 155 غائدا الى
أميركا يطالعنا السطر الأخير من جمره ورماذه بنخمة
متشائمة تشؤيها المزارة والخيبة عل غرار فقرات
القدمة الثي اشرنا اليها . فهق يهمس لنقسه
متمتما : + لقد نبنتئي انا وطني .:. لن ارجع
اليك ::. أن ازجع أبدا .نل لاض 88 ).
وليس. من قبيل المبالغة ان. صاحب . المذكرات
بمارس ضرباً من التعري الفكري على منعيد سيرة
الوعي واللاومي وف مساز المفارقة الزمنية .
فالقارىء مدعو الى مَتَأبْعتَه مَنْ' خَلال الجمن والزّماد
في ايراده لذلك السيل المستمن والحشد الغفير.من
الاسماء والوجوه التي اكتشف الوعي ذاته من خلالها
وتمرأى فيها . فتحول الى وعي شقي واحيانا الى
وعي منفضم .. ومن الفقرات التي تسترعي الانتياه
تلك آلتي يتحدت فيها شرابي عن رْصْد وعَيه الذاتي
11/
موت الآخرين لا سيما الاصدقاء (القصل الثالث من
الجمر والرماد . الققرات 617 52,15) فهى
يقول : 5 لامس الموت حياتي في فترات مختلفة ..
وكنت اشعر أنه سيخطفني باكراء. فالذكرات التي
كتبها هشام شرابي لها نكهة خاصة وان جاءعت
متأخرة ومجتزاة بعض الشيء . ولقد اشفقت أحياناً
على القارىء من سيل الاسماء والاشخاص والوجوه
الذي لا ينقطع . كما فاجأتني كلمة الغلاف التي
وقعها ادونيس : ٠ نادرا ما قرأت نتاجأ عربيا حديثا
هزني » فتمنيت لو انني كنت صاحيه » . وما على
الشاعر أدونيس الا ان يحقق امنيته ويتحفنا بكتاب
يضم بين دفتيه مذكرات تنيرنا وتأسرنا » دون أن
تهزنا . وتضعنا في الجو ا مماثل ولا تستفزنا كقراء .
ولشد ما بلغت بي الدهشة والاستغراب عندما وجدت
ان عبارة ادونيس التي اتخذتها الترجمة العربية
لكتاب شرابي «المثقفون العرب والغرب»,(15171)
جاءت أبديلا” لكلمة' نيدشة التي ' تَتصدر الغلاف
الداخلي للنص الانكليزي الاضلي حيث استبعنت
عبارة نئنشه «عليكم ان تكفروا أمام ابنائكم عن
ذتب تحدركم من آبائكم' . ويغير هذه الكقارة لن
تنقذوًا الماضي “٠ ( فكذا تكلم زارائشت : هذه هي
الوصية الجديدة اعلق لوحها قوق رؤوسنكم ب
٠ الوصايا القذيمة والوضايا الجديدة»): وحلنت
مخلها وايقنت عندما صرت في الثلاثين ان حياتي قد
قاريت على النهاينة ( 15557 )3 وفي الخامسلة
والثلاثين اعتقدت اعتقادا رَاسْخا بان ما تبقى من
عمرئي لا يتعدى الشنوات ١195+:( ) وتاكدث ان
المت لا مقزمته لا اضَيحت في الاريعين ؛ في الحقبة
التي توي فيها كيركيغارد ( ؟؛ ) وسعاده ( 45 )
وكامو (2)87. لكن الموت لمْ يأث 2.0 وها هي
الخمسينات اصبحت على الابتواب ( 9109 ) .
أصبحت مؤمنا ان الموت قد غض الطرف عني »
رض 168).
جملة. ادونيس. التالية:: دان: اورويا لم تعداء
بالنسية 'لنا نحن: هذه الشعوب ٠ المتخلفة وب
« الجاهلة ٠ , « الفقتيرة:ء اكثر من جيفبة
متمدنة » . نتوقف هنا تاركين للقارىء مجالا للتأمل
والتروي قبل اصدار الحكم النقدي اللوزون ودون
اغفال الحيثيّات الثي رافقك ذلك التشول الجذري
البارز .
1ن - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 94
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10406 (4 views)