شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 72)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 72)
المحتوى
7
لقد وافقت الدول المنتصرة في الحرب المالمية الثانية » أي أورويا الغربية ودول المعسكر
الاشتراكي وعلى رأسها الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية . وهي الدول
الصناعية على انشاء الدولة الصهيونية في فلسطين . ولم يفكر الا أقلها في ذلك الوقت بما قد يحل
بشعب فلسطين من مآس وويلات . واذا كان الغرب قد وافق على تأسيس دولة صهيونية في
فلسطين للأسباب التي ذكرناها سابقاً . أي لتقسيم العالم العربي » ولخدمة المصالح
السياسية والاستراتيجية والاقتصادية فلا بد من تفحص الاسباب التي حملت دول الشرق
الاشتراكى على الاعتراف بهذه الدولة المصطنعة . فلا أحد يذكر التعاطف العالمي مع اليهود من
جراء الويلات التي عانوها على أيدي النازية » ولكن يظهر أن الغياب العربي عن الساحة الدولية
حيث أن الدول العربية كانت ضعيفة ومستعمرة سياسيا واقتصاديا ترك المجال للصهاينة
يسرحون ويمرحون ويقنعون الشرق والغرب بأهدافهم ومطامعهم .
تأسيس دولة اسرائيل عام 58 والرأي العالم العالمي
لقد نظر العالم بارتياح الى تأسيس دولة اسرائيل على أرض فلسطين في عام 54 . كما أن
الرأي العام الدولي المتأثر بالدعاية الصهيونية ويالجرائم النازية ضد اليهود قد نظر بعطف الى
الدولة الصهيونية وأيدها . ودخل شعب فلسطين المشرد طي النسيان » ولم يكترث بمعاناته
أحد . وللتخفيف عن الرأي العام من عبء ذنب حديد أو ظلم جديد ذهبت الدعاية الصهيونية
تقول للمالم أن فلسطين كانت فارغة » وأرضها بلا شعب : وهذا مما دعا العالم شرقه وغريه الى
تأييد الدولة الصهيونية . لقد حرص الغرب والشرق على اسرائيل كما يحرص الانسان على بِؤَيقٌ
عينه . وكل من يطعن بوجود اسرائيل ويحقها في البقاء والاستمرار كان منبوذأ أو صوتاً في
الصحراء ؛ الا أن الغرب أخذ يدعمها بالمال والسلاح . وقد استفادت اسرائيل من عقدة الذنب
لدى الشعب الالماني : وحصلت نتيجة لذلك ونتيجة للضغط الغربي على المانيا الاتحادية على دعم
كان العامل الحاسم في تطوير ونمو الدولة الصهيونية الجديدة في ذلك الوقت ( مجموع ما
حصلت عليه اسرائيل من المانيا الاتحادية 51 مليار مارك غربي حتى عام ‎١577‏ ) .
وما من شك في أن الدول العربية قد أسهمت بقسطها الهام في دعم الدولة الصهيونية ,
فأمدتها بالسكان ‎٠‏ أي باليهود العرب حيث يبلغ عدد السكان اليهود الشرقيين الآن حوالي ‎٠١‏ /
من سكان اسرائيل . بالاضافة الى ذلك فقد حافظت هذه الدول على حدود اسرائيل ومنعت أي
عمل فدائي من عبور الحدود للقيام بأي عمل عسكري , ضد الدولة الغاصبة والمعتدية . ولا نريد
هنا أن نهاجم الدول العربية ولكن هنا يصدق المثل القائل .« الجاهل عدو نفسه » . والدول
العربية السبع في عام 54 والتي كانت مستقلة اسم في ذلك الوقت , لم يكن لأولي الأمر فيها
حول ولا قوة ولا حتى حرية القرار . أضف الى ذلك الجهل والتخلف الموروث عن الامبراطورية
العثمانية التي تخلفت عن الركب الحضاري والتكنولوجي ما يزيد عن مائتي سنة . والعرب بعد
ذلك الجيل كانوا لدرجة كبيرة اميين» لا يقرأون .ولا يكتبون ‎٠‏ بينما المهاجرون الصهيونيون
جاءوا الى المتطقة من مناطق أرقى علما وحضارة وتقدماً. , ولهذا فقد وجدوا عدوأ سهلا . أضف
الى ذلك تآمر الدول.الكبرى على شعبنا ويلدنا: ومنطقتنا..
تاريخ
فبراير ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36176 (2 views)