شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 79)
- المحتوى
-
م,
إن قدوم القوات الدولية الى جنوب لبنان زاد من تألق الثورة الفلسطينية وانفتاح العالم
الغربي عليها . لقد ثبت للجميع الآن أن التخوفات والتحسبات التي خوفت بل نفرت بعض
الأطراف الفلسطينية من القوات الدولية » ليست في موضعها ولم تكن صائبة . وبالرغم من
الحساسيات السابقة بين قوات الأمم المتحدة وبعض الأطراف الفلسطينية واللبنانية في
الجنوب الا آننا نستطيع أن نقول الآن ويارتياح بأن الثقة بدأت تترسخ بين الطرفين مما خلق
وضعا مرتاحا في الجنوب . وهذا مما جعل القوات الدولية تزداد تفهما للوضع السائد في الشرق
الأوسط . ان العلاقة اليومية والطيبة التي تولدت مع الزمن قد غيرت من مفاهيم الجنود
والضباط الدوليين لصالح القضية الفلسطينية , بينما كانوا يحملون قبل قدومهم الى الجنوب
وجهة النظر السائدة في الغرب والمعادية للقضية الفلسطينية والمؤيدة لاسرائيل . فعلى سبيل
المثال عاد الجنود الفرنسيون الى بلدهم وقد تحولوا من خصوم الى متفهمين لحقيقة الوضع في
المنطقة . هذا بالاضافة الى اهتمام اجهزة الاعلام في البلدان المشاركة بأبنائها الجنود في جنوي
لبنان » مما اضطرها الى نشر أخبار أكثر فأكثر عن الشرق الأوسط من الجانب العربي
والفلسطيني . وهنا لا بد وأن نذكر باعتزاز الاسلوب الحضاري الذي تعاملت به الثورة
الفلسطينيةمعالقوات الدولية.فبدلا من أن يكونوا أعداء لها كما أريد لهم في البداية فقد تحولوا
الى منفهمين لطبيعة الصراع , ويدأوا يفهمون من هو المعتدي ومن هو المعتدى عليه . ولهذا
نستطيع أن نقول أن القوات الدولية قد اسهمت من حيث لا تدري في تغيير الرأي العام الدولي
لصالح القضية الفلسطينية . كما خيبت كل الآمال التي بنت عليها اسرائيل وعملاء اسرائيل في
المنطقة .
الانفتاح الأوروبي على القضية الفلسطينية
إن عدالة. القضية الفلسطينية هي أهم سلاح اعلامي وسياسي في وجه العدوان
الاسرائيلي ٠ كما أن ضعف امكانيات الثورة الفلسطينية أمام شراسة اسرائيل وغطرستها جعل
العالم يتعاطف مع الضعيف ضد القوي المتغطرس والمعتدي .وما من شك في أن أخطاء اسرائيل
وتعنتها ورفضها للقرارات الدولية وتماديها في الاحتلال ويناء المستوطنات قد أفاد الثورة
الفلسطينية على الصعيد الاعلامي . لقد رفضت اسرائيل ولا تزال الحقوق المشروعة للشعب
الفلسطيني , وهي تستمر في رفضها لمنظمة التحرير الفلسطينية » وتحاول لكسب الوقت
الاعتراف بالحقيقة الفلسطينية . فهي أي اسرائيل » تروج تارة أن المنظمة تريد تدمير اسرائيل
واخرى تقول ان الدولة الفلسطينية حتى الصغيرة تهدد بزوالها وتصر على انها لا
تريد ان تعترف بالمنظمة لان دستور المنظمة أي الميثاق الوطني الفلسطيني ٠ يهدف الى
تدميرها ... والخ. طبعا الاعلام الصهيوني لا يزال يستمر في الترويج بأن المنظمة الفلسطينية
هي منظمة ارهابية وتستغل عمليات عسكرية للمقاومة للدلالة على ذلك . واسرائيل تحاول ,
بهذه الحجج , أن تستغبي العالم أو أن تستمر في استغبائه من خلال تزوير الحقائق . كما
زورتها لفترة ثلاثين سنة مضت . ولكن السلاح الاعلامي الاسرائيلي لم يعد مؤثرأ كما كان في
السابق . - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 99
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٠
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 36178 (2 views)