شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 81)
المحتوى
/ ٠
الهائلة منه التي تعرض في الأسواق من قبل المارك الالماني الغربي أو الين الياباني » أو من
الدولار البترولي الذي يحول في النهاية الى بنوك وخزائن الولايات المتحدة .
إن هذا يدل على اختلال التوازن العالمي على الصعيد المالي , ولم تعد أمريكا أغنى دولة في
العالم.هذا اذا ما نظرنا ايضا الى المشاكل الداخلية من بطالة وغيرها في المجتمع الامريكي .
بالاضافة الى ذلك فان دول أورويا الغربية أي دول المجموعة الأوروبية التسع قد بدأت تكون
نفسها كمجموعة اقتصادية متماسكة , للخروج من دائرة التأثير الامريكية . ويدأوا يفكرون
فيها في إستعمال عملة جديدة غير الدولار الامريكي من اجل تسهيل التبادلات التجارية فيما
بينها . إن قرب أورويا الغربية من الشرق واعتمادها على بترول الشرق الأوسط وحاجتها الماسة
اليه جعلها تحسب حسابا للدول العربية وتبتعد قليلا عن أمريكا . إن المطالبة بريط البترول
بالقضية الفلسطينية واستعمال البترول كسلاح في المعركة بدأ يفرض نفسه على الساحة ؛ وقد
جربت أوروبا الغربية ذلك في حرب 16177 , عندما أعلن العرب عن وقف ضغ البترول الى
الخارج مما أفزع الأوروبيين وجعلهم يفكرون مليا في مواقفهم المؤيدة لاسرائيل .
وما من شك في أن سلاح البترول قد أرغم كثيرأ من الدول الأوروبية على تغيير مواقفها من
منظمة التحرير الفلسطينية ولا تزال بريطانيا مثلا تضع شرطأ للحوار مع م ٠ت‏ .ف أن تعترف
المنظمة بوجود اسرائيل . وكان هذا الموقف سائدا لدى المجموعة الأوروبية . ولكن حتى هذا
الموقف بدأ يتراجع أمام الحق الفلسطيني والصمود العربي .
إن الموقف الصلب الذي وقفه الأخ أبى عمار في قمة بغداد وفي مؤتمر وزراء الخارجية
والمالية في بغداد كان له آثر ايجابي في تصلب الموقف العربي ضد اتفاقية كامب دايفيد . ومع
صلابة الأمة العربية تراجعت مواقف أورويا الغربية الرسمية لصالع القضية الفلسطينية .
فالضغط الشعبي الأوروبي بدأ يزداد على حكوماتها . وهو آخذ في الازدياد أيضا . فأصبح على
الحكومات أن تختار بين مصالحها الحقيقية المرتبطة مع بترول الشرق الأوسط وأسواق الشرق
الأوسط الغنية » وبين دعمها لاسرائيل ولعدوانها وغطرستها .
الاختراق
بالاضافة الى الاعلام الفلسطيني النشط والذي ساهم بشكل متواضع في تغيير مفاهيم
الرأي العام فقد ساهمت الدبلوماسية الفلسطينية الهادئة في عملية التحول والاختراق .
والاختراق هنا مقصود به إختراق الحواجز الصهيونية المفروضة على أوروبا الغربية .
إن ثورة ايران التي انتصرت على نظام فاشي متخلف في شباط 15175 قد شدت من أزر
الثورة الفلسطينية ورفعت من قيمتها وزادت قناعة الدول الأوروبية بأن الثورة الفلسطينية هي
مفتاح الحل في الشرق الاوسط وانه لا يمكن الوصول الى حل دون منظمة التحرير الفلسطينية .
وقد رددت منظمة التحرير هذا الشعار مرارأ ولا تزال تردده مشيرة بذلك الى أن قضية فلسطين
هي محور الصراع في الشرق الأوسط , ولا حل بدونها أو على حسابها .
ولا بد من ذكر العوامل الأخرى التي ساهمت في عملية الاختراق - وهنا نذكر صمود
الفلسطينيين في الأرض المحتلة ورفضهم لمؤامرة الحكم الاداري الذاتي مما وضع العراقيل أمام
تاريخ
فبراير ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36176 (2 views)