شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 151)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 99 (ص 151)
المحتوى
1
الناس في وصف عمليات التغير الاجتماعي التي تزخر
بتحديات ايديولوجية مثيرة . ومع نلك . من
الضروري التأكيد على أن الافكار المطروحة حول
مفهوم « التحديث » ترتبط ارتباطا وثيقا بالاتجاهات
الايديولوجية المحافظة التي يمثلها . على صعيد علم
الاجتماع . اتباع المدررسة المثالية ( الوظيفية ‏
التكاملية ) ‎٠‏ الداعية الى مبدأ الحفاظ على توازن
المجدمع وتكامل انساقه ووظائفها الاجتماعية
المختلفة . من خلال العمل على تطوير وظائف هذه
واستيعابها وإعادة توازنه والحفاظ عليه . فأفرزت
هذه الاتجاهات الأيديولوجية المحافظة اكداسا من
النظريات الاستهلاكية المموضة التى تشدنا الى
صراعات ثانويةٍ في المجتمع , بعيدا عن الصراعات
الاساسية فيه . كمحاولة تستهدف اخفاء او تشويه
أى إبعاد أو اختزال الايديولوجيا الثورية المرتكزة على
الاتجاهات المادية في التحليل , والتي تسمح بادخال
مفاهيم مثل التنمية والتقدم لفهم التغيرات
الاجتماعية والتباين الاجتماعي من خلال توجيه
الانظار الى دور العوامل المادية والفكرية في التغير
الاجتماعي . فلا شك بأن قضية التغير . وادراك
عوامله, 3 وتديع مساراته وائماطه ومعدلاته 3 وتحليل
نتائجه . قد اختلطت ؛ كباقى القضايا
الاجتماعية » بالايديولوجيات المتصارعة » وان
مضمون الاجابة على هذه الاسئلة الذي يشكل إطار
المفهومات التي توجه الباحثين في التغير على مستوى
المجتمع ككل او على مستوى نسق او نظام معين
فيه . يشكل أنحيازا ايديولوجيا مسبقا للباحث :
وما دام مفهوم ‎«١‏ التحديث » تشويه شبهة
ايديولوجية . فكنا نفضل لو ان الباحث اعتمد المنهج
المادي في التحليل , بدلا من المنهج المثالي الذي تقتله
حقيقة واقعية واحدة . فنحن لا نرى في عملية التغير
عملية تحديثية لوظائف الانساق ويناءاتها , وانما
نفهم انها عملية ثورية تتضبمن تغييرا شاملا للنظم
الاجتماعية والسياسية والقانونية ‎٠‏ وكذلك للبناء
الاقتصادي , ولانماط الحياة » وللقيم الحضارية ,
ولصور الوعي المختلفة » وان هذا التغير يتضمن
صراعا ضاريا بين القوى الاجتماعية.المؤيدة للتغير
والقوى الاجتماعية المعارضة له . وهذا بحد ذاته
يفرض علينا . عند الحديث عن التفير . الاهتمام
بابراز دور العوامل الاقتصادية لفهم عمليات التغير
ودينامياتها .
لعل اول مهمة يتعين على الباحث مواجهتها ‏ ولم
يواجهها إطلاقا ‏ عند الحديث عن الفلسطينيين
بيعامة ‎٠‏ هو إقامة تصنيفت منظم وأسساسي لبناءاتهم
الاجتماعية في المتحدات الاجتماعية التى اقاموا
فيها بعد الاقتلاع والنفي والتشريد . فهذا التصنيف
الواضح والمحدد يزود الباحث باطار ملاكم لاجراء
بحوث مقارنة وتراكمية ضرورية لكشف التغيرات
الحادثة فيه .
من اليسير علينا إثبات ان واقع الفلسطينيين
خارج فلسطين لا يشكل مجتمعا واحدا يمكن الحديث
عنه كوحدة واحدة محددة واضحة المعالم . فالمجتمع
الانساني يتطلب توافر اجراءات معينة اى عمليات
محددة 2 اي ان هناك ‎«١‏ متطلبات وظيفية ,
للمجتمع . وأهم هذه المتطلبات ‎١‏ نسق
اتصال ‎١‏ ؟ ‏ نسق اقتصادي يختص بامور الانتاج
وتوزيع السلع 2. ‎ “‏ اجهزة تتولى تنشئة الاجيال
الجديدة ' ؛ ‏ نسق سلطة وتوزيع محدد للقوة ,
4 وريما ايضا نسق طقوس يصون التماسك
الاجتماعي ويدعمه 2 ويمنح الاحداث الشخصية
الهامة اقرارا وتقديرا اجتماعيين . فهناك انن اكثر
من بعد أو محك لتفرد المجتمع واستقراره » منها
البعد السياسي والاقتصادي والمكانىي والبعد
الزماني . وهنا قد لا نجد بايدينا محكا واحدا يسهل
تطبيقه تطبيقا واقعيا على الفلسطينيين في الشتات .
فلفظ « المجتمع الفلسطيني » فضفاض يقصر عن
استيعاب مختلف انماط التجمعات او الجماعات
الفلسطينية في مستقراتها الجديدة . حيث لا يمكن
اغفال مدى تأثيرها وتأثرها بخصائص هذه
المستقرات الجديدة .
وهكذا نميل الى تصنيفهم الى جماعات موزعة في
ثنايا مجتمعات اشد تعقيدا . فهذا التصئيف
يساعدنا كثيرا على أن نطرح. تساؤلات محددة عن
اليناء الاجتماعى في هذه المتحدات الاجتماعية » وان
نجيب بعد ذلك. فما الذي يحدث للافراد الذين ينتقلون
من مخيم الى آخر . ومن المخيم الى المديننة او
العكس ؟ كيف تتأثر حياتهم الاجتماعية ؟ وعلى اي
نحق نتغير قيمهم ومعتقداتهم ؟ وما الذي يكتسبونه
من هذه المستقرات الجديدة ؟ وما هي عناصر الحياة
والثقافة :التي يقدمونها لهذه. المستقرات ؟ وكيف
يدخل التغير الى هذه الجماعات وكيف تستوعبه
الخ ؟ كلها اسئلة تمكننا الاجابة عليها من توضيح
وتميين العلاقات الدائرة بين هذه الجماعات وغيرها ,
ويين بعضها البعض .
أما بالنسبة للمفهوم الثالث من المفاهيم
الاساسية التي تقوم عليها هذه الذراسة 2 فهو
مفهوم « التعليم » ‎٠,‏ الذي يرى فيه المؤلف السبب
المحوري في عملية ‎«١‏ التحديث » . والغامل
الديناميكي الاساسي في تطور المجتمع العريبي
الفلسطيني .ويالثالي فان المؤلف يلتزم ‏ إنطلاقا من
هذا المفهوم ‏ بالبحث لمعرفة مدى تآثير التعليم على
التطور الاجتماعي والسياسي ,. وتحليل نتائجه
لاستخلاص الرؤية المطلوية » وتحديد تفاصيل
الإعباء والمهمات لتدارك اي تطور يعوق الحركة
الثورية للجماهير الفلسطينية فالمؤلف ‏ من خلال
هذه النظرة ‏ يرى في التعليم معيارا وحيدا للحكم
على مدى ما تحققه الشعوب من تقدم » وشو عنده -
على ما يبدو مقياس للتخلف او التقدم » ومعيار
تاريخ
فبراير ١٩٨٠
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36098 (2 views)