شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 120)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 120)
المحتوى
156
عليها من التسمية الحالية ‎٠‏ المسألة الثالثة أنه في الوقت الذي كانت أمم الدنيا بقيادة
أحزايها وحركاتها العقائدية متجهة نحو فصل الدين عن الوطنية بصورة كاملة , كانست
الصهيونية تسير بعكس السير من أجل « توحيد الدين والوطنية » على حد تعبير ساسون ‎٠‏
في تلك الفترة يرز يهودي يدعى مورغنتى معلنا رفضه لفكرة ان الصهيونية واليهودية
هما توامان لا ينفصلان ‎٠‏ فما كان من ساسون الا ان رد عليه بافتتاحية ثانية ضمنها
المزيد من شروحاتة التي تصب في وحدة الدين اليهودي والحركة الصهيونية السياسية ‎٠‏
‏قال ساسون : ه ان الصهيونية ليست الا اليهودية . وهذه ليست الا الصهيونية ‎٠‏ ولم يكد
هرسل يرقع العلم الصهيوني وينادي اخوانه للانضمام تحت لوائه حتى تحولت الفكرة
الصهيونية أى بالحري اليهودية الى وطنية . ولبست الامة الاسرائيلية ثوبا جديدا . ثوبا
سياسيا ادفش الاصحاب والاعداء معا » ‎٠‏ وأضاف ساسون ملمها الى مورغنتى « وجد
من قال حتى من اليهود ‏ هل هذا ممكن ان فكرة بنت يومها ظهرت فجأة تقوى وتنجح
رغم الصعويات والموانع التي تعتري كل أمة تنشد الحياة وتبتدع فكرة سياسية تسيرها في
طريق الاستقلال الحيوي ؟ اليس هذا برهان وثيق بان العظام تحيى للمرة الثانية » وان
تكن أصبحت رميما ؟ أوليس الدكتور هرسل مبتدع هذه الفكرة الصهيونية اليوم هى روح
موسى كليم الله بالامس ؟ من هنا يتضح للقارىء الكريم ان فكرة « رجوع بني اسرائيل
الى ارض اسرائيل » وان تكن فكرة جديدة وغريبة في أعين ناظرها اللايهودي ولكنها قديمة
العهد ذو شرش غميق قوي التملك في قلب الامة » ‎٠‏ هذا ينتقل ساسون من التلميح على
مورغنتو الى التصريح في نهاية افتتاحيته التي نشرها في العدد ‎١‏ الصادر في ‎١١‏ تشرين
الثاني ‎147١‏ : « أن مطامع وآمال الامة اليهودية بالرجوع الى مقتنيات اجدادها ليست
دينية فقط , وان الثوب الذي البسته الجمعية الصهيونية لهذه الامة ليس بديني أيضا , وانما
هى تاريخي ‎٠‏ رغم ما يزعمه احد المنكرين على الصهيونية حركتها ‏ المستر مورغنطق ‏
ورغم ما يؤتيه المسيى سيلفان لفي من الوثائق والبراهين ‎٠‏ لان الجمعية الصهيونية بحركتها
اليوم لا تنشد الدين ( وقد مضى على تشتت الامة اليهودية ألفا سنة لا تزال معتصمة بدينها
ولا تستطيع قوة على وجه الارض ان تنزع الدين. من رجال الدين ) » ‎٠‏
ويقول ساسون لمورغنتى في السطر الاخير لهذه الحلقة : « اما قولك ان الصهيونية
واليهودية كلمتان لا يمكن ان يوحدا ‎٠‏ فارجىء الجواب عليه في مقالتي الثالثة » ‎٠‏
قيل البدء ياعادة قراءة الحلقة الثالثة من سلسلة « الصهيونية ‏ اليهودية » لا بد من
لفت النظر الى ان هدف ‎«١‏ العالم الاسرائياي » وساسون من الاكثار من الكتابات في هنذا
الموضوع ليس سلبيا بمعنى أنه يستهدف دحض آراء مورغنتى اى غيره من المفكرين
اليهود ‏ وغير اليهود ‏ الذين رفضوا الصهيونية وخططها السياسية . بقدر ما هو
ايجابي يستهدف اقناع يهود بيروت وسائر مدن العالم العربي بالعقيدة الصهيونية حيث
يفترض أنهم يشاركون رأي مورغنتو ازاءها يصرف النظر عما اذا كانوا اطلعوا عليه أم
لا ‎٠‏ ولتحقيق هدف الاقناع بهذه الحركة السياسية ‏ « العقدية » التي تسير بعكس اتجاه
سير التاريخ .كان لا بدلمذيعهاء امثال ساسون ‎٠‏ ان يتوسلوا الدين دعما لفكرتهم . لما
للدين من تأقير فعال على الانسان ‎٠‏ ولقد ساعدهم على ذلك كون الحركة الصهيوذهية
تستمد بالفعل روحها وخططها من الاساطير الدينية اليهودية ‎٠‏
على مورغنتى : « ان الصهيونية مشتقة من كلمة » صهيون وهو اسم عبرائني معناه
تاريخ
يناير ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6722 (5 views)