شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75 (ص 139)
- المحتوى
-
١14
لانضباطه واخلاصه في الانتاج , الا ان ايديولوجية الاقتصاد الحر كانت تمنع التوسسع
في نشاط الدولة خوفا من نتائجه الاقتصادية من استثمارات واسعسة في المنفشاءات
والتجهيزات والاختصاصيين » والتزام تخطيط التوجيه المهني والعمالة ٠ ولكسسن
البرجوازية الكبيرة الاحتكارية مارست سيطرتها بواسطة الفاشية بتوجييه الاجيال
الصاعدة ٠ فأنشات حركة شبيبية قوية في كل من ايطاليا الفاشية والمانيا النازية ٠
مع تطور المجتمع وقاعدته الاقتصادية . اضحت العائلة العربية غير قادرة على تنمية
الكفاءات الذهنية واليدوية للجيل الجديد ٠ لقد بدأ المجتمع العربي يعرف مهنا جديدة
تتطلب اعدادا خاصا ؛. كما تضاربت القيم نتيجة التطور الاجتماعي الاقتصادي وتأثير
العوامل الخارجية على مسلك الفرد ٠ اضافة الى ذلك ٠ فأن المدرسة العربية المنسوخسة
عن المدرسة البرجوازية ويشكل مشوه ٠ تفتقر الى اسس التربية الشاملة والممنهجة »
فهي مؤسسة للتلقين والترهيب ٠ تقوم بدورها التربوي من خلال الانظمة المدرسية والوعظ
ومن خلال الايديولوجية الضبابية للكتب المدرسة ٠ التي تتجاهل الوضع الاجتماعي القائم
وتهاب النظر الى المستقبل وتنمي المواقف الفردية الانانية ٠ تتداخل عدة عوامل في تنشئة
الفرد . العائلة والمدرسة وكل من المسلك والرأي المعام . ويتاثر العاملان الاخيران في
مجتمع الخدمات والاستهلاك بالقيم الاستعمارية المغروسة ووسائل الاعلام التجارية ٠ التي
تكون الثقافة المشوهة ٠ فعملية التنشئة في الوطن العربي عملية متناقضة تدخل فيهيا
القيم التقليدية من ايجابية وسلبية وقيم استهلاكية استعراضية وقيم ايجابية من وطنية
وانتاجية » ناتجة عن نمى الشعور الوطني والارادة بالتحرر والتطور الاجتماعي
غير أن قيم المجتمع الاستهلاكي المعززة بالقيم العشائرية تجرف في المحصلة الاخيرة
مسلك الفرد ٠ لقد ادركت العديد من الجركات التقدمية في العالم ان ضمان تنميسة
الحركة التقدمية والثورية في بلدها مرتبط بتربية الجيل الجديد وتوجيه مسلكه وقدراته'
لتخفيف اثر القيم. العشائرية والبرجوازية الاستهلاكية التي تعيق من تطوره الى مناضل
واع وايجابي ٠ ولذا اهتمت هذه الحركات والاحزاب بمراقبة وتوجيه المدرسة » ووظفت
كامل طاقاتها لانشاء . حركات شبيبية مع دغم اشكال اخرى من النشاطات الشديبية بهدف
توجيه الجيل الجديد وتنظيمه ٠ فاعتمدت كل من الثورة الفيتنامية والكوبية على الجيسل
الجديد واعتنتا بتربيته ٠ غارسين لدى الجيل الجديد روح التفاؤل والاصرار الثوريين ٠»
ويتعمق هذا التفاؤل من خلال نشاط الفرد وتعاونه مع رفاقه ٠ دقود هذا التفاؤل الى حب
الشعب والايمان المطلق بحتمية النصر والتحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي
واستمدت كل من التجربة الفيتنامية والكوبية ممارستهما من تجارب ثورة اوكتوببر
والثورة الصينية » وما اكدتهما من اهمية التوجيه الشامل لتربية الجيل الجديد ٠
واغنت الثورتان علم التربية وازاحت العديد من الاوهام حول النمى الذهني والعاطفي
لن المستحيل تحقيق ثورة تربوية تقضي على ازمة التعليم » دون تحقيق تغير سياسي
يوفرارادة التفير والاصرار على تحقيق الاهداف الاجتماعية الجديدة ,
تبعث الحماس لدى الجماهير من اجل تحقيق الانجازات الشاملة والسريعة والفعالة ٠ اي
ان الوضوح السياسي وارادة التغير ومعايشة تطور اجتماعي جذري تخلق جميعها
عملية تنشئة الجيل الجديد عملية واضحة الاهداف والاساليب ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 74-75
- تاريخ
- يناير ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)