شؤون فلسطينية : عدد 78 (ص 110)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 78 (ص 110)
- المحتوى
-
1١
الامبراطور تراجان في القرن الثاني للميلاد (548.0 ب 7١1١م) ٠ وحين اعلنت
المسيحية تحديها للديانات القديمة في الامبراطورية قام الكتاب اليونان والملاتين
يحاربون الدين الجديد ويدعون الناس للتمسك بالاديان القديمة التي تقترن
بالامجاد الماضية لثاريخهم القومي » وتعتبر رمون للسلطة الامبراطورية » وقد
بدت بعض مظاهر الدين الجديد غريبة على الفكر الروماني اليوئاني » ولكسن
جهود بولس والآباء المسيميين الاوائل اعطت المسيدية شكلا هيلنيا جعلها ملائمة
للانتشار ومقبولة لدى المرومان واليونان ٠ وقد عملت ظروف عدة لصسالح
المسيحية ولكن كان على اتباعها الاوائل ان يتعرضى! لنار الاضطهاد قبسل ان
يتأكد لها النصر ٠ (")
كانت فلسطين اذن مقر النبتة الاولي للديانة المسيحية ٠ وبينما كان هذا
الدين الجديد ينطلق منها المى شتى انحاء الامبراطورية والعالم » كانت ارض
فلسطين تشهد تجربة الحكم الروماني فيها ٠ وقد حاول هذا الحكم ان يصبغها
بالصبغة الهلينية الرومانية على مدى الحقبة الزمنية التي دام فيها من عام
4" ق٠م٠ الى عام 1 م٠ وذلك ان الرومان وهم من الهنود الاوربيين ب
كانوا الوحيدين من بين شعوب البحص المتوسط الذين تقبلوا بسهولة حضارة
اقربائهم اليونانية » بينما يلاحظ ان اكثرية سكان آسية الغربية وشمال افريقيا
اي منطقة الوطن العربي وهم من الساميين والحاميين , كانوا ينظ ررن
الى تلك الحضارة كحضارة غريبة مفروضة عليهم من الاجانب ٠ وقد اسبغ الحكم
الروماني حمايته على مراكز الهيلنية في فلسطين وسوريا عموما » فاستمرت
الحياة في هذه المراكز كما كانت ابان الحكم اليوناني » وتبنت السلالات المحلية
التي سمح لها الرومان بالبقاء على هذه الحياة » ومنهم سلالة هيرودس باليهودية
في فلسطين والحارث في البتراء » واذينه في تدمر » واحتفظت الجماعات
المحلية بفلسطين بديانتها ولغتها وعاداتها الخاصة » ولم يفرض عليها نظام
الولايات الروماني سوى قيود قليلة على ممارسة استقلالها الذاتي ؛ وقد اخذ
الرومان على عاتقهم مسئولية حمايتها واخذ الجزية منها » وعينوا للها حكاما من
الرومان ٠ فاما الجماعات الارامية في الداخل فاستمرت تسيطر على شؤونها
الداخلية كما سبق ؛ وعلى حدود الصحراء حيث كان طراز المعيشة البدوى لا
يزال سائدا كانت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية ٠ واتبع النظام القبلي في
الادارة اي وفي اليوودية أضيح الكامن الاعظم رئيسا للطائفة بعد ان فقد لقب
الملك » وكانت الارستقراطية اليهودية هي التي تعينه » واظهرت رومة طيلة حكمها
شيئا كثيرا من القسامح تجاه هذا التنوع » واحتفظت المستعمرات اليونائية
بحكامها الذين كان يتبعهم مجلس للشيوخ ومجلس شعبي ٠
وتكلم غالبية سكان فلسطين في تلك الفترة اللغة الارامية بعد ان تبناما
العرب سواء مذهم الايتوريون الاقوياء في الشمال او الادوميون الذين تهودوا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 78
- تاريخ
- مايو ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59393 (1 views)