شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 38)
- المحتوى
-
4
وهذا الرفض الاسرائيلي ملموس جدا , وهو الذي يتحكم الان » عمليا . في
مجرى التسوية السياسية في المنطقة » ويمنع تحقيقها ٠ وبهذا الرفض ؛ لا تكتفي
اسرائيل فقط باتباع سياسة قد تفوت عليها فرصة الوصول الى سلام مع العرب»
اى مع بعضهم على الاقل وهذا » على حد زعمها ٠ حلمها القديم بل انها
تتخذ مواقف لا تحظى بتأييد اية دولة في العالم تقريبا ؛ بما في ذلك اكبر مؤيديها
ودتحهدي وجودها » وعلى رأسيهم الولايات المتحدة ٠ ورفضي كهذا » في اوضاع
كهذه , لا بد ان يكون جديا وعميقا للفغاية » كما ان دوافعه واسبابه عدييدة
ومتنوعة , منها العقائدي و ٠ التاريخي » والمستقبلي وغيرها ٠
العقيدة الرافضة
لعل اولى اسباب الرفض الاسرائيلي لمعادلة التسوية المطروحة في المنطقة ,
على اساس الانسحاب مقابل السلام ؛ كامن في العقيدة الصهيونية نفسها ,
والاهداف التي تتطلع اليها ي « الاماني » التي يصبى الصهيونيون والاسراثيليون
الى تحقيقها , كما تعبر عنها تلك العقيدة , بالتغييرات التي ادخلت عليها من
حين الى اخن ٠
فالعقيدة الصهيونية لم تكن يوما ما ثابتة اى « متحجرة , ؛ بل على الحكس
كانت دائما وابدا « مرنة »و «١ فضيفاضة » ٠ وعلى عكس الرأي السائد المقائل ,
مثلا » ان هدف الصهيونية هو اقامة دولة يهودية في فلسطين ؛ لم يكن مذا
دائما هى الهدف الصهيوني الرسمي المعلن بالضيط ؛ بل انه مر في مراحل عدة ,
لم يكن خلال بعضها متجانسا بالضرورة مع الدعوة الى اقامة دولة يهودية او
التطلع لذلك ٠ والسبب تاجم » اساسا . عن حرص الصهيوذيين على تجنب
الالتزام باهداف ليس من السهل تحقيقها اى الاعلان عن ذيات قد تثير نفورا اى
استهجانا لدى الاخرين ؛ مما قد يعرقل تنفيذها ٠ اى الكشف عن مطامع قبل
حلول موعدها ؛ مما قد يدفم الى مقاومتها ٠ ولذلك تطورت العقيدة الصهيونية
واتضحت معالها اكثر فاكثر بشكل تدريجي ٠ مع ازدياد الصهيونيين صلابة في
عودهم واتساع قواعدهم ونمى قوتهم ٠ وكلما انتهت » او انهيت » مرحلة » حققت
خلالها مكاسب معينة » تغيرت العقيدة ٠ رسميا على الاقل » واصبحت اكشر
وضوها في سعيها وراء أاهداف اخرى موسعة « والشهية تأتي مع الاكل » ٠
وهذا الوصف لكيفية تطور العقيدة الصهيونية » وبالتالي اتضاح اهدافها »
يكاد يواكبها منذ نشاة الحركة الصهيونية المنظمة وحتى الميوم ٠ ففكرة اقامسة
دولة يهودية في فلسطين , مثلا . طرحت من قبل اكثر من مفكر أى زعيم صهيوني؛
ومن بينهم هرتسل نفسه » خلال النصف الاخير من القرن الماضي ( وطرحست
ايضا قبل ذلك ) ٠ الا ان هرتسل اياه ؛ عندما اتجه سنة 1891 المي عقد المؤتمر - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed