شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 143)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 143)
المحتوى
17
البلدة » فاقامى! « جنينة البلدية » في مطلع القرن , وهي حديقة كبيرة على طران
الحدائق العامة الاوروبية » في وسطها مقصف لفرقة الموسيقى التي كانت تعزف
كل يوم جمعة بعد الظهر الاناشيد والمارشات العسكرية * وبنى العثمانيون محطة
السكة الحديدية مقابل جنينة البلدية بمحاذاة الشاطيء خارج البوابة الشرقية ‎٠‏
‏وكثيرا ما ركبئا القطار العثماني الصغير في رحلاتنا الى حيقسا التي كانت
تستغرق خمسا ؤاربعين دقيقة ‎٠‏ والى جنوب المحطة يقع الشاطىم الرملسي
حيث كنا نسبح ايام الجمعة والاحد ‎٠‏ اقد زرت انحاء مختلفسسة من العالم .
وشاهدت شواطىء رملية عديدة ؛ الا اني لم ارى شاطئا يضاهي شاطىء عكا
بجماله ورونقه ‎٠‏ الرمل فيه أبيض ناصع ومياه خليجه نقية زرقاء وامواجه
هادئة عريضة تتكسر برفق ونعومة ‎٠‏ وكان الشاطىء دائما خلوا من الناس ,2
فاهل عكا لا يحبون السباحة » ويفضلون تمضية فترة الراحة في الجلوس على
الشرفات اى في المقاهي اى في التمشي ساعة الغروب ‎٠‏ وهكذا ترك لنا الشاطىء
نستمتع به كما نشاء » لا يشاركنا به الا عدد ضثيل من الزائرين يأتون مسن
حيفا » وجنود المعسكر البريطاني بالقرب من المدينة الذين كانوا يسبحون ساعة
واحدة بعد ظهر كل يوم ‎٠‏
وكان في المدينة داران للسينما » احداهما تقع في البلدة القديمة وهي سينما
. البرج » والاخرى في المدينة الجديدة وهي سينما الاهلي ‎٠‏ كانت سينما المبرج
مجرد قاعة كبيرة بنيت فوق السور المطل على الخليج بالقرب من يوابة السور
الشرقية ‎٠‏ كنا نشاهد فيها الافلام الاميركية لرعاة البقر ( كاوبوي ) اى
البوليسية فنخرج من عالم الخيال الاميركي لنجد انفسنا فجأة في القسسرون
الوسطى تحيط بنا الاسوار والتحصينات الصليبية والاسلامية ‎٠‏ كنا نسمسع
وقع اقدامنا في الازقة القديمة الخالية من المارة عندما نرجع الى بيوتنا فنصل
اليها في منتصف الليل والجميع نيام .
كانت حجرتي تطل على البحر مباشرة ؛ وكان فراشي يقع بالقرب من النافذة,
فكنت اغفى واستيقظ على هدير الامواج ‎٠‏ في الصباح كنت اتبين من صسوت
وقع الامواج على الشاطىء الصخري ما اذا كان البحر هائجا او هادئا » يصلح
لصيد الاسماك او للسباحة ‎٠‏
كنا نصطاد الاسماك في عطلة نهاية الاسبىع ؛ فكان رفيقاي في الصيد ؛ كامل
واكرم » لا يعودان من عملهما الا بعد الظهر هندما لا ينفع الصيد ‎٠‏ وفي عطلتهما
الاسبوعية كذا نستيقظ باكرا ونهرع ألى الشاطىء فنستمر في الصيد حتى مطلع
الشمس » ثم نتناول الفطور ؛ ونذهب الى الشاطىء الرملي يالقرب من المحطة
للسباحة ونركب الحسكة حتى اخر النهار ‎٠‏ وكان كامل ؛ اذا كان الطقس خلال
الاسبوع مناسيا لصيد الاسماك » يتغيب عن عمله بحصسة المرض » ونمضي
تاريخ
أغسطس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39439 (2 views)