شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 146)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 146)
- المحتوى
-
١5
كانت جدتي نحيلة الجسم ؛ ذات بشرة بيضاء وشعن يميل الى اللون الاحمر
وعينين بلون بني فاتح ٠ ولا شك انها كانت في غاية الجمال في صباها ٠ كانت
شخصيتها قوية وكان جدي لا يعارضها بشيء ويرضخ لاوامرها » بالرغم مسن
معائدته لها احيانا في موضوع التدخين والقهوة فقد كانت تسمح له بتدخين
نصف سيجارة وارتشاف نصف فنجان قهوة باوقات معينة وحسب برنامج يومي
دقيق + وكان يحاول دائما الفوز بامتيازات اكبر . كتدخين سيجارة بكاملها
اى شرب فنجان قهوة بكامله ٠ كانت حياتهما هادئة سعيدة . خصوصا بعد
انتقالهما الى بيتهما الجديد ٠
كانت جدتي دائما تحلم بامتلاك بيت خاص بها ٠ وتحقق حلمها في منتصف
الثلاثينات بعد ان وفرت من المال ما يكقي لبئاء بيت كبير » عهدت ببنائه الى
مهندس ناشيء اسمه اميل بستاني الذي اصبح يعد الحرب العالمية الثانية
اكبر مقاولي البناء في العالم العربي ٠ وبئى البيت على احدث طران ؛ بالرغم
من ان الحمام لم يكن يشتغل على ما يرام ٠ 1
كان نزوح جدي وجدتي عن بيتهما في سنة ١15/8 اقسى تجربة مرت بهما
في حياتهما » وكانت السنوات الاخيرة من حياتهما ملأى بالحزن والياس
والضياع ٠ ففقدت جدتي مرحها وحيويتها وفقد جدي رشده »2 ولم يعد يتعرف
الى الذين حوله ٠ في بيروت اقاما مع خالاتي ووالدتي واخي الاصغر في
بيت مؤلف من حجرتين تملكه سيدة تقرب جدتي قرابة بعيدة ٠
توفي جدي في سنة ٠ ١190٠ قبل وفاته كان يحاول بين أن واخر التسلل من
البيت قي غفلة عن اهله ليرجم الى عكا ٠ وكان عندما يمسكون به في الشارمع
يقول :
انا بس راجع لبيتي ٠٠ انا بيتي في عكا ٠٠ ليش ما بتخلوني ارجسع
لبيتي ؟ وياخذ مفتاحا من جيبه ويقول :
اما بتصدقوني +٠ هذا مفتاح بيتي ٠.6
وعندما يعودون به الى البيت يجلس صامتا والدموع تسيل من عينيه وتبلل
لحيته التي لم تعد جدتي تقصها له كما كانت تفعل في عكا , ويرفض الكلام
زمنا طويلا ٠
وتوفيت جدتي بعده بثماني سئوات ٠
)2
قبل سفري الى الولايات المتحدة ببضعة ايام توقفت في عكا لاودع بيت جدي
ووالدتي وكامل واكسرم ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39467 (2 views)