شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 338)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 338)
- المحتوى
-
لمارضنا
علاقة عضوية - حياتية كما اشرنا ٠ اما اسعد فاول الذكريات التي تطرا على راسه في
الرواية هي ذكرى خيانة ابي العيد لمه , وخداعه له عند ٠ الاتشفور » مركن الحدون
الاردني على الطريق من عمان الى بغداد ٠ هذه الذكرى التي يعود اليها ثلاث مرات
متتابعة وهو في مكتب سمسار البصرة ليستكمل تفاصيلها الاساسية ٠ وقد كانت هذه
الحادثة بالذات اشارة واضحة بالنسبة له لذاك الخطر الذي يحمله الهرب , والاغراق
في الانقطاع عن الارض ٠ حتى انه يتساءل اذا لم يكن معتقل الجفر الصحراوي ارحم
من تلك الصحراء التي يقطعها عند الاتشفور ليعلن : ه عبث ٠٠ الصحراء موجودة في
كل مكان ٠١ ء٠
وبدل ان تكون ٠ تعريفة التهريب » الى الكويت ( خمسة عشر ديئار! ) وهي اول ما
تستعيده ذاكرة مروان . تعرية للوهم الذي يطلبه هذا الشاب من السقر الى الكويت , اذ
تبدى مفارقة تماما لما ذكره لله احد اصدقائه . حسن ( خمسة دنائير : اي ثلاثة اضعاف
هذه ! ) فانها على العكس تظهر انها تزيد توهمه يما يتضمنه هذا التوهم من تعصرضص
للخطر متزايد ٠ كما حصل له حين هدد باللجوء الى الشرطة فاذا به ينال صفعة شديدة
وشتيمة قاسية ويخرج هن هذه المواجهة كسيرا ذليلا ٠ وبالتالي ترهص هذه الحادئة
بتوهم اكبر ونتيجة اعظم (ي#) وكانت نهاية زكريا في زواجه فيالكويت وانقطاعه التام
عن اهله الذين كان يساعدهم . وما يذكره له ابى الخيزران هن انه سيتعلم في الكويت ان
« القرش ياتي ولا ؛ ثم الاخلاق » (84) من المؤشرات الاخرى لدى مروان في تبيان عقم
ما يحاوله ١ والوهم القائم في مشروعه ان يغرق امه واخوته بالمال « حتى يجمل من كو
الطين جنة الهية ٠٠٠ » (80) والخطر الملوح في مثل هذه المحاولة ٠
ورغم ان ابا الخيزران لا يبدى مقنعا ابدا فيما رواه عن عمله لهؤلاء الثلاثة ؛ حتى انهم
يبدون متفقين على انه يكذب عليهم في بعض المسائل كما يخفي امورا اخرى )1١١٠٠١(
فائهم يوافقون على السفر معه معطينه ثقتهم . غير ملقين اي بال لما يشكله وضعه من
تحذير من خوض مغاهمرة الاعتماد على صدقه والثقة باقواله ٠ الا انهم لا يتفقون على
محضه هذه الثقة فقط . بل انهم عندما يخوضون مشتركين تجربة تجاون الحدود العراقية
ويعاتون بالفعل والواقع الخطر الداهم الذي يزداد احاقة بهم كلما امعنوا مي هذا السفر
الصحراوي ٠ فانهم لا يعون ابعاده الحقيقية ويعودون الى الاعتماد المطلق على ها يدعيه
ابو الخيزران ٠
لقد كان الاتفاق مع ابي الخيزران نقطة الالتقاء التي صهرت التعرجات المختلفة للوجهة
الواحدة , المجال الموحد للتجارب المتميزة في تجربة مشتركة كثيفة الدلالات على مسال
هذا الخط العام الواحد القائم على الانهماك في السفر والانهماك في مخاطره حتسى
النهاية , حتى الموت ٠
لذلك تبدى تجربة اجتيازهم الحدود العراقية الى الكويت اشبه بالتمرين النهائي لعرض
مسرحي » ليس فقط في احتوائها النهائي للتجربة الفردية لكل من هؤلاء المسافرين الخلاثة
(ب) هذه البنية المثلثة لمدى كل من هذه الشخصيات الثلاث ليست الا بنية موتهم . ليس
فقط عدديا انما ايضيا زمائيا كما سنبين ذلك لاحقا ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 2086 (11 views)