شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 339)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82 (ص 339)
- المحتوى
-
لعن
في اكش اطرها اكتمالا , وانما ايضا في ما كانت تعلنه من جد اقصى لاكتمال مخاطر
هذا السفر بالذات , مخاطر القطيعة النهائية بالارض والتاريخ : الخياتة والعجز
والموت ٠
فلنتبين بالتفصيل قيام هذه الدلالات بالذات في تلك التجربة والابعاد التي تأخذها في
النص الروائي *
بعد تجاون مركن الحدود العراقي في صفوان وخروج ان بالاحرى اخراج . المسافرين
الثلاثة من الخزان ؛ يبدى هؤلاء اشبه بالموتى ٠ فوجوههم تبدى لابي الخيزران « وجوها »
صفراء محنطة » ولولا ان صدر مروان كان يرتفع ويهبط » ولولا ان اباقيس كان يتنفس
بصوت مسموع ؛ لخيل اليه اذن انهما ميتان )١17( ٠٠ وليس صدفة ان يبادر ابى قيس
مباشرة اثر خروجه الى أن يستلقي ٠ في ظل السيارة منبطحا على وجهه » )١5١( وان
يقف اسعد محمي الوجه وعلائم الصدا المنطبعة على صيدره تجعله يبدي «١ وكاأنه ملطخ
بالدم » , أن يقف « هنيهة يتنشق بملء صدره » (١؟1١) وان ينزل مروان الى الارض
محمر العيئين مصبوغ الصدر بالصدا ليمدد جسده عليها واضعا رأسبه « فوق فكذ
ابي قيس 1١1١ ( ٠ 15 ) فالخزان المقفل الذي كانوا فيه يمثل انقطاعا كاملا عن
الارض . عن نبضها وعن رائحتها » وفي ذلك يمثل خطر! يتنامى بالموت , الذي يهسدد
الجميع انما على تفاوت اوضاعهم , وليست اشكال الخروج واوضاع المسافرين بعدها
الا تعبيرا عن هذا الخطر بالذات بتفاوت اثاره ٠
ان هذا الخطر نأجم عن انقطاع مكاني » وزمائي ايضا ٠ فبمقدار ما يمر من وقت على
هذا الوجود في الخزان بمقدار ما يتفاقم الخطر بالموت ٠ وكنا قد اشرنا الى ان ابا
الخيزران اثناء تفاوضه مع المسافرين الثلاثة على شروط «١ الصفقة ٠ يحاول أن يوحي
اليهم بان العملية تواجدهم في الخزان لن تستغرق اكثر من خمس دقائق على كل
من نقطتي الحدود في صفوان ( العراق ) والمطلاع ( الكويت ٠) (18-51) الا انه عند
تنفيذ العملية الاولى يستعمل رقما جديدا قائلا ان وجودهم في الخزان سيكون « لخمس
دقائق اى سبع ٠» (116) وحين تنتهي العبلية الاولى على الشكل امشار اليه أثقا نجده
يعلن : « قلت لكم سبع دقائق ٠١ ورغم ذلك لم يستخرق الامر اكثر من ست » (؟2١)
وحين يناقشه مروان في الامس مشككا فيما يدعيه يتدخل ابى قيس قائلا : ٠ انها ست
دقائق ٠١ كنت طوال الوقت اعد ٠٠ من الواجد الى الستين : دقيقة , هكذا جسبت ٠
عددت ست مرات ٠٠ في المرة الاخيرة عددث يبطء شديد ٠ )١؟7( ٠ ٠٠
نستنتج من ذلك ان العملية استغرقت اكثر من ست دقائق بالفعل . وان لم تتجاون
السبع دقائق ٠ مع ذلك انتهى هؤلاء الثلاثة منها على الاقل مروان وابى قيس وهسم
على اخر رمق ٠
ما الذي يعنيه ذلك ؟
يعني ان الدقيقة السابعة هي دقيقة الموت في الوضع الذي يوجد فيه هؤلاء الفلسطينيون
الثلاثة داخل خزان مقفل يتعرض لحرارة شمس قوية في منطقة صحراوية على الحدود
العراقية - الكويتية ٠ انها دقيقة موت لا يصبح ناجز! الا باكتماللها ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 81-82
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed