شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 7)
- المحتوى
-
37
كيسنجر, مهندس سياسة «الخطوة خطوة»؛ قد عكف على وضع معالم سياسته هذه موضع
التنفيذ بعد ان انكب على دراسة الثغرات التي خلقتها سياسة سلفه روجرز ؛ عبر مبادرته
الشهيرة عام 117٠١ , والتي قبلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ببراعة تكتيكية ؛ مكنته
من بناء قواعد صواريخ سام الدفاعية التي اربكت الطيران الاسرائيلي في فترة زمنية حرجة
ووجيزة , والتي مكنت القوات المصرية من ان تواصل بناء قدراتها , وتتمكن من أن تحرزن
انتصار حرب تشرين 151/7 .
من خلال هذه المعطيات ؛ وضع هنري كيسنجر الخطوط العريضة لسياسته » وياشر
التحرك لبلورتها بعد حرب اكتوير مباشرة » حتى لا يسبقه الزمن فيترسخ انتصار تشرين الى
المدى الذي يمنعب معه امتصاصة أن محى آثاره .
ومن هنا كانت اتفاقية سيذاء الأولى في اول سبتمبر عام 117٠ , وهي الاتفاقية التي توج
فيها كيسنجر اول تحركاته على هدى سياسة , الخطوة خطوة » .
ومن خلال قراءة سريعة لبعض بنود تلك الاتفاقية , والملحقات السسرية التابعة لها ,
يستطيع المرء ان يستقرىء معظم التحركات الاميركية اللاحقة حتى يومنا هذا. ؛ لان كل الوشائع
والتطورات ٠ جاءت لتترجم الخطوات الاجرائية التي نصت عليها اتفاقية سيناء الاولى »
وملاحقها السرية . وكمثل على ذلك , فقد نص البند من مذكرة الاتفاقية الاولى المعقودة بين
حكومة الولايات المتحدة واسرائيل ؛ والملحقة باتفاق سيناء الأول في مطلع سبتمير عام 1١11/5
على ما يلي : ٠ تتفق حكومة الولايات المتحدة الاميركية مع اسرائيل على ان الاتفاق التالي مع
محر » يجب ان يكون اتفاق سلام نهائيا ٠» .
اما البند الثالث من الوقيقة الثانية السرية , الملحقة باتفاق سيناء » تحت عنوان مذكرة
اتفاق بين حكرمتي الولايات المتحدة واسرائيل ؛ فينص على التالي : ٠ ستبذل الولايات المتحدة
كل الجهود لتضمن كل المفاوضات الاساسية في المؤتمر على اساس ثنائي ٠ .
ولم يقتصر دور السياسة الاميركية هذه هلى التحركات بين الاطراف الثنائية فحسب ؛ بل
تعداها الى كل المحافل والمواقع . اذ طالما نص البند الثامن والتاسع من الوثيقة الاولى في الاتفاق
المعقود بين الولايات المتحدة وأسرائيل والملحق باتفاق سيناء على ان : « حكومة الولايات
المتحدة ستقترع ضد أي قرار لمجلس الامن تعتبر انه يخلق تأثيرا مضيرا بالاتفاق اومعدلا له » .
« وستسعى حكومة الولايات المتحدة الاميركية الى منع جهود الآخرين لدرس اقتراحات
تتفق هي واسرائيل على انها ضارة بمصالح اسرائيل » .
وكذلك البند ؛ من الوثيقة الثانية ؛ في مذكرة الاتفاق اياه » والذي يقول : ٠ ستعارض
الولايات المتحدة الاميركية وتقترع ؛ عند الحاجة ؛ ضد كل مبادرات مجلس الامن لاجراء تعديل
على القرارين ١47 و7568 في اشكال لا تتفق مع هدفها الاصلي ٠» .
وقد تبلور الموقف الامركي بشأن هذه التعهدات الاميركية لاسراثيل ٠ في جلسة مجلس
الامن المنعقدة في يناير عام 1177 , حين استخدم المندوب الامريكي موتيهان حق النقد - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)