شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 9)
- المحتوى
-
الرئاسات الاميركية مما هي عليه الآن , استمرارا منهج مهندس سياسة ٠ الخطوة خطوة ٠ ,
والتي كانت معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية , الموقعة في 7 مارس من هذا العام
8 , أكن ابرن ثمارها .
لقد:بات واضحا ان الولايات المتحدة الاميركية قد مارست ٠ وتمارس ؛ حتى اليوم » شتى
الضغوط على الدول العربية المختلفة » والتي يصنفونها حسب العرف الامسيركي ب
م المعتدلة ٠ , من اجل جرها للقبول بالمعاهدة المصرية الاسرائيلية ؛ اوعلى الاقل ؛ الصمت
ازاءها » وعدم رفضها اى مهاجمتها . وف الوقت نفسه » اوعزت لادواتها في المنطقة ؛ وعلى
رأسها اسرائيل . لخلق المشكلات , وممارسة العدوان ضد القوى الرافضة والماصدية
للمعاهدة , والتي تقف الثورة الفلسطينية في طليعتها .
ومن هنا كانت الهجمات البريرية الاسرائيلية بمختلف الاسلمة الجوية والبرية والبحرية
ضد شعبينا اللبنائي والفلسطيني في جنوب لبنان , وفي مخيمات اللاجئين » مذذ صبيحة يوم
توقيع المعاهدة حتى هذه اللحظة التي تنعقد فيها ندوتنا .
ولم يمض يوم واحد , منذ ذلك التاريخ , الا وشهدت قرى الجنوب اللبنائي ٠ ومخيمات
شعبنا الفلسطيني , اعتداءات وحشية اسرائيلية اى انعزالية استهدفت النساء والشيوخ
والاطفال في محاولات محمومة لالهاء شعبنا عن مواجهة المعاهدة المؤامرة , والتصدي لها .
ولم تكن هذه الوقائع شغل السياسة الاميركية الشاغل في المنطقة وحسب ٠ بل زادتها حدة
وحيوية وانفعالا احداث اخرى ؛ كانت الثورة الايرانية احدى ابرز صورها , وهي التي لم تكن
واردة في حساب السياسة الاميركية » حتى سقطت في ايران اقوى وامنع القلاع الاميركية
النافذة في المنطقة يسقوط شاه ايران ؛ وقد واكب ذلك » سقوط حلف السنتى بانسحاب ايران
وتركيا والباكستان منه ٠ وما تركه ذلك من آثار على الدول المجاورة , بالاضافة الى الفشل الذي
منيت به السياسة الاميركية في اتيوبيا » وافغاسهان , والتغييرات التي نجمت عن ذلك . وهنا
سارعت السياسة الاميركية الى التحرك الحثيث لوضع صورة بديلة تعوض بها عن خسارتها
ازاء هذه التطورات .
وكان ان اوفد الرئيس الاميركي وزير دفاعه المستر براون في زيارة للنطقة الشرق الاوسط »
زار خلالها كلا من السعودية , والاردن » ومصر » واسرائيل , طارها بشكل مباشر فكرة ايجاد
ما سماه ب ٠ صيغة تحالفية امنية ٠ على دول المنطقة الاربع ؛ تكون الولايات المتحدة مظلتها
الواقية ؛ ولسئا هنا في معرض تفسير ما لقيه المستر براون من ردود على طروحاته هذه من الدول
الاربع التي زارها , ولكننا نستطيع القول, انه لقي أذانا صاغية من قطبي المعاهدة المصرية
الاسرائيلية فقط .
ومن زاوية اخرى , فائنا اذا اجرينا استعراضا شاملا للتصريحات الاميركية التي وردت »
سواء على لسان الرئيس الاميركي جيمي كارتر اى على السنة مسؤولين اميركيين آخرين ؛ اي
بمجمل السياسة الاميركية بشأن منطقة الشرق الاوسط , تصل على ضوء التناقضات الواردة
قيها الى إحدى نتيجتين : أولاهما : إما أن الولايات المتحدة الاميركية لا تملك حرية القرار - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 59403 (1 views)