شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 28)
- المحتوى
-
384
اسرائيل « قد تكون منهمكة في تعذيب منظم ٠ قوبلت بوابل من الانكار وبمحاولات متطرفة
للتلطيف والحذر .
خلاصة واستنتاجات
القرارات في المجتمع الاميركي تتخذها نخبة تستمد سلطتها من المؤسسات التي تقودها
ومن قدرتها على ضبط الموارد وتوزيع الثروة في المجتمع . ويستجيب الرسميون للمصالح
الخاصة المنظمة ا للجماعات التي تملك سلطة اقتصادية . ويصير الكثير من هذه الجماعات
منظورا في بعض الاحيان عندما تصير القضايا التي تهمها بارزة . وفي احيان اخرى , تشارك
في عملية تحديد المشكلات واقتراح حلول لها . وبكلام آخر كثيرا ما تكون اقتراحات السياسة
نتيجة لعمليات مساومة بين اجزاء المجتمع المتنافسة المختلفة .
القخسايا المتعلقة بالشرق الاوسط تستدعي اسهام جماعات منظمة مختلفة في المجتمع
الاميركي ٠ يجد الكثير منها امتدادات لنفسها في الكونغرس وفي البروقراطية .. وتشترك
جماعات اقتصادية ٠ كقطاع الطاقة , والشبكة العسكرية الصناعية » وقطضاع
التكنولوجيا ؛ وقطاع المال وغيرها في تحديد سياسة الولايات المتحدة ازاء الشرق الاوسط . والى
ذلك يشارك اللوبي الموالي لاسرائيل والممثل لنظمات رسمية وغير رسمية معينة بنشاط في حياة
المجتمع الاميركي وفي تحديد سياسته الخارجية .
وتستمد القوى الموالية لاسرائيل سلطتها من طبيعة الجالية اليهودية الاميركية والمجموعة
الواسعة من نشاطات اعضائها , المتمتعين بالبحبوحة , والمنتمين الى الطبقة الوسطى ,
والمشاركين بشكل عميق في السياسة . ويتضخم هذا الدور بالنظر الى اللامبالاة البالغة لمعظم
الاميركيين وتمنعهم عن العمل في الجهود المنظمة المختلفة التي ترمي الى تعزيز مصالحهم . لكن
قوة هذه الجماعة هي عظيمة بالدرجة الاولى لأنها تتفق جوهريا مع تقويم السياسة الخارجية
الاميركية ازاء الشرق الاوسط . وكثيرا ما تسير الجماعات العريية بعكس الاتجاه السائد
ويكون لها بالتالي تأثير محدود في محاولتها تغيير السياسة الاميركية . واقصى ما تستطيع
الجماعات الموالية للعرب تأملة هى ان تثير النقاش العلني حول شؤون السياسة الخارجية
الاميركية المتعلقة بالعالم العريي . ولن يكون في مقدورها ان تفعل ذلك الا اذا اقامت اتصالات
مع الائتلافات المختلفة من الجماعات الاميركية التي تنتقد السياسة الخارجية الاميركية .
ومن الملاحظ ان رئيس الجمهورية الاميركية الذي يكون سياسيا مدركا لاحتياجات اعادة
انتخابه ولأخذ حزبه في الحسبان » نادرا ما يسير ضده الاتجاه السائد للرأي العام الاميركي .
واذا ما تغير ذلك الرأي بحيث يزوده بالحرية اللازمة للتصرف , فانه قد يغير موقفه تدريجيا
بصورة موازية , ولذلك فان الرأي العام يقدم الخطوط الكفافية التي يتم ضمنها تفاعل
السياسة واتخاذ القرارات . وبالتالي فانه من الصعب على سياسي اميركي ان يتخذ موقفا
معاديا لاسرائيل او موقفا قد يفسر بانه معاد لاسرائيل . وحول مثل هذه القضايا قد يسير رئيس
الجمهورية الاميركية علي رؤوس اصابع قدميه بمنتهى الحذر . الا ان ذلك يبقى على مستوى
السياسة الرمزية . اما على مستوى السياسة الجوهرية فان مما لا ريب فيه ان لدى رئيس
الجمهورية الاميركية ادوات قوية في تصرفه لمعالجة قضايا كالشرق الاوسط . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39478 (2 views)