شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 33)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 33)
المحتوى
37
على أن هذا التكامل يمكن التدليل عليه بالحقيقة التالية :
« ان نحى ‎/١‏ فقط من الاستثمار الأمريكي المباشر في الفترة التي أعقبت الحرب كانت
تتألف فعليا من راسمال ( سلعي ونقدي ) مستورد من الولايات المتحدة . أما الثمائون بالمائة
المتبقية فلقد تم تكوينها في الأسواق الرأسمالية الأجنبية . وان قسطا كبيرأ ومتزايدا من هذه
الثمانين بالمائة » أتى من الأسواق النقدية الأوروبية » منذ منتصف الستينات » . ( هيل»
ص 55؟١).‏
وفي الختام ؛ يشير جي . هيل الى « أن كلا من المصارف الأمريكية الخمسة الأكبر حجما
في الولايات المتحذة حقق أكثر من ‎٠‏ 5/ من أرباحه من عمليات أجنبية . وفي ‎١9175‏ كان سيتي
بذك على رأس القائمة إذعجاءت 8/ا/ من أرياحه ؛ من وراء البحار » . ( هيل .ص ‎١١8‏ ) .
على انه ينبغي القول بالطبع إن النمط المذكور آنفا للتكامل على صعيد الراسمال العالمي »
يوازيه تحول نوعي في الاقتصاد الأميركي نفسه . ويلاحظ ه . شيرمان أنه بعد الأزمة
الرأسمالية لنظام « الحرية الاقتصادية » ‎١‏
« في تسعينات القرن الماضي والعقد الأول من القرن العشرين ؛ أدت موجة عمليات دمج
الشركات الى خلق شركات عملاقة ؛ مثل شركة فولاذ الولايات المتحدة » وفي معظم الصناعات .
تلك كانت اندماجات أفقية , المقصود منها إزاحة المنافسين المباشرين من الطريق . هذه المرحلة
التي شهدت قوة الاحتكار في أجلى صورها باعتبارها الميزة البنيوية المهيمنة على الاقتصاد
الأمريكي » تلك الموجة تعززت بموجة اندماجات جديدة في عشرينات القرن العشرين ... كانت في
معظمها رئسية . ناشرة الاحتكار خلفا الى المواد الخام ؛ وأماما حتى الى منافذ البيع بالتجزئة
( القطاعي ) . وفي الآخير ظهرت موجة ضخمة أخرى للاندماجات ؛ في الستينات , كانت في
معظمها تكتلات مختلطة هائلة الحجم لمصالح متباعدة تماما » خالقة بذلك شركات عملاقة
جديدة تفرض سطوتها وسيطرتها في عدة مجالات متنوهة من الصناعة » بصورة فورية » .
( شيرمان , 1515 ,اص 35 ) , ‎١‏
وتلاحظ مجلة فورتشن التي تجمع المعلومات عن أكبر ‎5٠0١‏ شركة أميركية » ان
الخمسمائة شركة أميركية الكبرى كان لها 74,5/ من المبيعات الأمريكية فى 55,9/ من
الأرياح الأمريكية وذلك في ‎1١165‏ . لكن الوضع في ‎١51/5‏ عصر التكتلات الجبارة » أصبح
كما يلي : فالنسبة من المبيعات الأميركية أصبحت 57,5/ ؛ والنسبة من الأرباح الأمريكية
بلغت 08,7/ .
هذه التكتلات هي نقسها الشركات المتعددة الجنسية ذات الدور الدولي البارز ( بارنت
ومولر , 1916 ) . وهكذا فان الترابط أى التشابك بين الولايات المتحدة والرأسمالية العالمية
وثيق ووطيد الى حد-كبير . وعلى هذا يصبع من الجني ان اي حل لأزمة الرأسمالية الأمريكية
يصبح متعذرا على صعيد « قومي » أميركي ققط . فالحلول ينبغي أن تكون بالضرورة ذات مدى
دولي , كما لا بد أن تكون في نطاق وسائل دولية ومؤسسات دولية . وان الافتقار الى مثل هذا
الحل ذي الطبيعة المؤسسية الدولية يمثل عقبة كبرى أمام معالجة وانهاء هذه الأزمة , سواء في
الولايات المتحدة ؛ أى في العالم قاطبة .
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36184 (2 views)