شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 34)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 34)
المحتوى
23
الدورات والأزمات : الأجل الطويل والأجل القصير
يتفق معظلم الاقتصاديين أى الاقتصاديين السياسيين على ان اقتصاد الولايات المتحدة
والاقتصاد العالمي يعانيان « من المتاعب » في الظرف الراهن . ومع ذلك فان الكلاسيكيين
الجدد أى الكينزيين الجدد ؛ وعلى نقيض الاقتصاديين السياسيين ؛ يرون الى هذه الحالة على
انها مجرد تراجع دوري سيتم تجاوزه والتغلب عليه على المدى القصير . والواقع انه حسب رأي
مكتب الميزانية التابع لمجلس النواب الأميركي ؛ تدخل الولايات المتحدة الآن فترة تراجع
جديدة : بانه المكتب المذكور ؛
« نبه الكونجرس سرا الى وجوب توقع إنكماش شامل هذا العام ( 191/5 ) وفي معظم
الثمانينات , وتوقع استمران التضخم برقم من خانتين , وارتفاع البطالة الى نسبة 5,ا/ »
( ذي واشنطن بوست » ‎٠١‏ حزيران ‎١917/5‏ ) ,
إذا احتسبنا الاأنكماش الراهن ؛ تكون الولايات المتحدة قد شهدت سيعة انكماشات
دوريةخلال مرحلة النمى الذي لا سابق له والازدهار في الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية.
وفي حين أن هذه التراجعات الدورية مهمة وملازمة لتعاظم/ إخفاق ( أودورة الأعمال ) النظام
الرأسمالي » فان الدورة ذات الأجل الطويل التي يتحدث عنها الاقتصاديون السياسيون » هي
مع ذلك أشد أهمية وتأثيرا بكثير . ( أنظر العدد الخاص عن الدورات والاتجاهات الذي اصدرته
ريفيو » 19175 , وانظر كذلك ‎٠‏ الشيخ ‎٠‏ 1914 ووايسكويف, 1974 ) . فمذن الخرب
العالمية الثانية ارتفع الناتج القومي الاجمالي ولإن للعالم من ‎٠٠١‏ بليون دولار في ‎1515٠0‏ ,
أعظم فترة للتوسع الاقتصادي في التاريخ العالمي ‎٠‏ . ( هيل ,ص ‎١١8‏ ) . إنها نهاية تلك
الدورة ذاث الأجل الطويل , التي خلقت الأزمة الحالية . فهناك اجماع عام على ان الولايات
المتحدة تمر في أزمة بنيوية ذات أمد طويل » لا تقل خطورتها المحتملة عن أثار الركود العظيم في
الثلاثينات . ونمضي الى أبعد من ذلك لنقول انه بسبب التكامل العالمي للراسمالية العاللية ,
مقارنة بالثلاثينات ؛ فان الأصداء والآثاى والنتائج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية على
صعيد العالم بأسره , اكثر درامية وخطورة من أزمة الثلاثينات .
فالأزمة الراهنة تختلف عن ركود الثلاثينات في عدة نواح مهمة , ولعل اهمها أن الأزمة
الراهنة ليست انكماشأاً حادأ ومفاجئا مع آثار اجتماعية وسياسية سريعة مع الهجمة على سوق
الأسهم كما حدث في 1175 . إنها ازمة ذات خطورة عميقة , لكنها تتطور ببطء ( ركود زاحف
حسب وصف سويزي وماكدوف , 1977 ) » وبشكل منهجي » سواء من حيث النطاق أ
العمق . وهناك فارق حاسم أخر بين الأزمة الراهنة وبين ازمة الثلاثينات هي حقيقة أن العالم
الثالث في الوقت الحاضر , أقل قابلية للتأثر بالخارج مما كان عليه في 1175 , وهى يملك
مؤسسات ومنشآت أكثر بكثيرمن السابق, كما يملك مبادرة أكبر للتعامل مع صميم البلدان
الرأسمالية والرد عليها . والواقع أن مبادرة العالم الثالث من أجل « نظام اقتصادي جديد » »
أى في حوار « الشمال والجنوب » » تمثل في جوهرها محاولة هذا العالم الثالث لمعالجة تأثير
الأزمة العالمية ى « تثليم » حدتها , واحباط المسعى الجوهري الذي تبذله البلدان الراسمالية
« لتصدير ‎٠‏ الأزمة , كوسيلة للتخفيف من ذيولها الداخلية .
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58937 (1 views)