شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 96)
- المحتوى
-
145
تمكين شركات النفط الاميركية من ان يكون لها المركز المسيطر في صناعة النفط الدولية . وكان
من المهم بالنسبة الى الولايات المتحدة كذلك ان يكون لها حلفاء قابلون للحياة سياسيا
واقتصاديا ومزدهرون . فالنمو الاقتصادي غير الاعتيادي الذي ميز بلدان العالم المتطورة خلال
الحقود الثلاثة الماضية ساعدته الى حد كبير . حقيقة ان النفط العربي كان ينتج ويباع باسعار
زهيدة جدا . والاعتماد المتزايه على النقط العربي زود الولايات المتحدة بنفوذ مهم ازاء شركائها
التجاريين . وكان استخدام مثل هذا النفون غير مهم طالما ان الولايات المتحدة لم تكن هي
نفسها معتمدة على النفط العربي من أجل احتياجاتها الداخلية . ونشات المشكلة في اعقاب
حرب 19701 عندما واجهت الولايات المتحدة حالة كانت فيها مصالحها مهددة بالخطر الجدي
ووجدت ان شركاءها التجاريين كانوا يدخلون في بعض الترتيبات التجارية غير التقليدية اطلاقا
مع البلدان المنتجة للنفط في المنطقة لضمان استمرار الوصول الى النفط الحربي .
واثار مثل هذا العمل المستقل الذي اقدم عليه شركاء الولايات المتجدة التجاريون خطرا
في منتهى الجدية بالنسبة الى القوة المهيمنة للولايات المتحدة على حلفائها , وهدد بتقويض
مصالحها الاقتصادية والسياسية والعالمية في المنطقة . وينبغي ان نتذكر دوما ان اعتماد
الولايات المتحدة على النفط العربي هى في التحليل الاخير اقل بكثير من اعتماد شركائها
التجاريين .
ولكي تعيد الولايات المتحدة تجميع شركائها التجاريين وراء قيادتها وتعيد تثبيت مركزها
ازاء شركائها التجاريين والبلدان المنتجة للنفط , تم اتخاذ اجرائين سياسيين مهمين في اوائل
العام لاوا .
كان الاجراء الاول خلق وكالة الطاقة الدولية . وهذه الوكالة هي في الأساس ائتلاف
البلدان المتطورة ( باستثناء فرنسا ) وكان يقصد منه ان يستخدم كقوة موازية ضد اربيك ٠
واهم معلمين اثنين من اتفاقيات الوكالة هما سياسة ابطاء معدل: النمو في الطلب على النفط
( والطاقة بوجه عام ) والآلية المطلقة لترتيبات المشاركة في النفط اذا ما نشأت من جديد حالة
شبيهة بحالة العام ”1517 . ويغية خفض التعرض لقطع الامدادات ؛ اتفقت بلدان وكالة الطاقة
الدولية على زيادة حجم مخزونها النقطي لتلبية احتياجاتها لمدة تسعين يوما وتقاسم
احتياطياتها النفطية في حال حدوث قطع الامدادات .
وف الولايات المتحدة سبق للحكومة ان وضعت الخطة ويدات في تنفيذ ( احتياطي نفط
استراتيجي ) من بليون برميل يضم ما يوازي امدادات ثلاثة اشهر من النفط المتسورد . ومع
انه لم يتم التوصل قط الى هدف البليون برميل ٠ فان الحقيقة تبقى ان البلدان المستهلكة
للنفط ؛ بامتلاكها لمثل هذا الاحتياطي من النفط » ستكون في مركز يمكنها من تخفيف أو
اضعاف وقع اي استخدام ذي دافع سياسي لامدادات النفط من قبل البلدان المنتجة للنقط
العريية وغير العربية . وياستعداد البلدان المنتجة للنفط لمجاراة فكرة تأمين الاحتياطيات
الخرورية » فانها تحرم نفسها من اداة سياسية مهمة .
كان خلق وكالة الطاقة الدولية مبادرة اميركية الى حد كبير » وينوع خاص انعكاسا لرغبة
كيسنجر في اعادة تثبيث قيادة الولايات المثحدة في العالم المسناعي وفي ان يمنع من ان تقوم بين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)