شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 114)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 114)
- المحتوى
-
1١1
وضغوطا تحت تأثير كارثة فيتنام . وتحت تأثيرخيبة الامل من نتائج تلك السياسة , أصبح من
الضروري اعادة تقييم السياسة في مطلع السبعينات ؛ وهو امس تبين أنه ليس أكثر من مجرد
جراحة تجميلية أجريت لسياسات عفى غليها الزمن ؛ ولم تعد تمت الى الحاضر بصلة .
ونما الانفراج مع الاتحاد السوفياتي في هذه الظروف . وبالنسبة للولايات المتحدة كانت
هذه السياسة تهدف الى وقف التدهور المتزايد في ثقة العالم بها , ويصلاحيتها كشرطي للعالم .
فقد كانت تكاليف الامبراطورية المعنوية والمادية أكثر مما يستطيع الشعب الامريكي تحمله .
اما بالنسبة للاتحاد السوفياتي ؛ فكان الانفراج هو الاستمرار المنطقي لسياسة التعايش
السلمي التي نتجت عن المؤتمر العشرين للحزب الشيوهي عام 1107 . والتي كانت تهدف ,
أيضا , الى تخفيف ضغوط تعدد المراكن داخل الكتلة الشيوعية ,
معنى الانفراج : أصبح الانفراج يعني امورا كثيرة لشعوب كثيرة . وبالرغم من
غموضه ؛ الا انه اطار لتخفيف التوتر بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي اساسا . وهى
يرتكز على أمل خلق مجموعة مصالح بين القوتين العظميين , قائمة على حاجتهما المشتركة
لتحاشي كارثة نووية . وفي نشرة بعنوان معنى الانفراج » ص 67117 ( حزيران/يونيى
+ )2 قالت وزارة الخارجية الامريكية ان ٠ الانفراج « يشتمل على وفاق » , وان
النزاعات بين القوتين العظميين ستظل تتكرر رغم الانفراج . ١
وكانت استراتيجية نيكسون الاساسيّة هي التفاوض مع الاتحاد السوفياتي على سلسلة
واسعة من المشاكل المترابطة فيما بينهما ؛ بدلا من التركيز على مشاكل محددة مثل الحد من
التسلح . وكان الحد من التسلح يعتبر قضية سياسية أكثر منها تكنيكية ؛ وبالتاليتعتبرجزء!
من مجموعة المشاكل السياسية . والجديد في هذا الاسلوب هو اختلافه عن سياسة جونسون ,
وحتى سياسة ويليام روجرز . حيث كانت كل قضية تعالج بمعزل هن الأخرى . وأصبح
اسلوب كيسنجر يسمى مبدأ « الربط ٠ ؛ وهي سياسة مقايضة دبلوماسية كانت الولايات
المتحدة تامل بواسطتها أن تكسب تعاون السوفيات في الهند الصينية ؛ والشرق الاوسط ,
مقابل تنازلات امريكية في مجال التجارة ؛ والحد من التسلح . وقد امتعض الاتحاد السوفياتي
من فكرة الربط , واعتبرها شكلا من اشكال الابتزان الدبلوماسي . ولكن مسالة تجاوب
السوفيات مع برنامج كيسنجر , تبقى مسألة تحتاج الى توضيح .
وكانت الناحية الاخرى من الانفراج ؛ في نظر نيكسون وكيسنجر , هي القدرة المحتملة
على خلق نظام عالمي متوازن , اومااسماه كيسنجر « هيكل السلام » ؛ عبرنوع من الشراكة
بين القوى الكبرى ؛ قائمة على مبادىء مترنيخ التسعة عشر حول الشرعية والتوازن . وكان
الانفراج معلنا على أساس ان الولايات المتحدة ستمنح الاتحاد السوفياتي سندا من الاستقرار
الذي يساعد هلى تحويله من قوة ثورية مصممة على تبني الثورة العالمية الى دولة ٠ شرعية » .
ويهذا الصدد كان الانقراج خطوة تهدف الى المساعدة على اتقاذ الامبراطورية الامريكية : واحد
اشكال التعاون التي يكافأ فيها الاتحاد السوفياتي في اماكن معينة لقاء خدمات قدمها الى
شرطي غالمي , اتسعت نشاطاته كثيرا . وبالتالي يجب تعديل أهداف القوى الكبرى بما يتلاءعم
مع ضرورات نظام عالمي متزن ولو فشلت الولايات المتحدة في تحقيق هدفها , وهى وقف التحول - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39436 (2 views)