شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 128)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 128)
- المحتوى
-
8
تعكس موازين القوى بين الشريكيين . فكان سهم الاستعمار فيها , ولا زال » هى الاكبر .
وهكذا كان مردود المشروع على اصحابه, اذ انه خدم الاستعمار الغريي اكثر مما قدم للصهيونية
اليهودية . والكيان الصهيوني اصاب نجاحا اكبر في مهمته الامبريالية مما في عمله اليهودي .
لقد عرقل مسيرة حركة التحرر العربية اكثر مما اسهم في « حل المسألة اليهودية ٠ .
" ب المشروع الصهيوني لم يستكمل بعد
والمشروع كما يصوره اصحابه لم يحقق فايته بعد , سواء في شقة اليهودي ام الامبريالي .
فلا هى حل «١ المسألة اليهودية ». ولا تخلب على حركة الجماهير العربية , المنطلقة الى
الاستقلال والوحدة . ففي جانبه اليهودي ٠ اريد للمشروع أن يجمع اكثرية يهود العالم في
« دولته القومية » على ارض قلسطين , ويبسط حمايته على الاقلية المتبقية في الشتاث . والذي
جرى الى الآن هو العكس تماما . اذ تجمعت في فلسطين الاقلية من يهود العالم ؛ وهي بحاجة
مستمرة الى دعم الاكثرية في الخارج : ناهيك عن انه خلق « مسألة » جديدة مزدوجة :
« المسألة الاسرائيلية »و «٠ المسألة الفلسطينية » . وفي جانبه الامبريالي , لم يفلح الكيان ,
الى الآن ؛ في يرب الحركة القومية العربية » والخضاعها لاملاءات المصالح الامبريالية في
المنطقة . واذا كانت المهمة التي من اجلها اقيم الكيان لم تنته بعد ؛ وكان اصحاب المشروع لا
يزالون يسعون وراء اهدافهم الاصلية ؛ فمن الطبيعي أن يستمر الكيان في محاولة تحقيق ذاته
كاملا . وفي هذه المرحلة التي تمس بها المنطقة , نشهد هجمة امبريالية شرسة عليها , لنهب
ثرواتها وضرب حركة جماهيرها . وبالمقابل تبقى القوى السياسية الفاعلة في الكيان المسهيوني
صهيونية بمجملها » ترى مبرر وجودها واستمرارها في انجاز المشروع الصهيوني وتحقيق
« حلم الاباء » في استكماله . واذا كان الامر كذلك , فان اية تسوية يقوم بها الكيان الآن ؛ لن
تكون اكثرمن محطة اخرى على طريق استكمال المشروع ٠ على الاقل من زاوية نظره وتطلعاته .
ووستكون هذه المحطة حلقة أخرى في المسلسل بعد مؤتمر بازل ٠ وعد بلفور , مؤتمر بلتمور »
قيام الكيان ٠ حرب حزيران ( يونيى ) 1951 ؛ « المعاهدة المصرية الاسرائيلية ».
' والخلاف الدائر في الكيان اليوم ؛ بين تيارين صهيونيين رئيسيين» وكذلك بين الكيان ككل
وواشنطن ٠ انما هى على تحديد معالم هذه المحطة » ورسم خطوطها » بحيث تستطيع تأدية
مهامها المستقبلية بشكل اكثر نجاعة . وهنا تختلف التقويمات طبقا لاختلاف فهم الاولويات
لدى الاطراف المعنية .
' السمة البارزة للكيان كونه قاعدة عدوانية متقدمة للاميريالية الاميركية
اكيد ان للمشروع الصهيوني جانبا اقتصاديا واجتماعيا , كون القيادة الصهيونية اليهودية
ارادث ان تحل المسألة الهيودية عن طريق بناء ذولة بالمفهوم البرجوازي ٠ تكون لليهود ويهم
ومنهم . ولكن الشريك الاكبر في المشروع الاستعمار , اراده ان يصير قاعدة عدوانية . فكان
له ما اراد . وهكذا فان التوازن بين هذين الجانبين للكيان يعكس موازين القوى بين الطرفين
المشاركين في اقامته . ومن وجهة نطر الشريك الاكبر , لم يكن المشروع استيطانيا اقتصاديا ,
الهدف منه استغلال الرقعة الجغرافية التي يقوم عليها ؛ او حتى اهالي البلد الاصليين ؛ وانما
تهيئة الظروف الملائمة للنفان الى ثروات المناطق العربية المجاورة . وعلى هامش هذا الهدف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)