شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 130)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 130)
- المحتوى
-
0
والحؤول دون تحقيقها للوحدة » من خلال تربسيخ تقتيتها ؛ سواء بالتدخل المباشر , ام
بالحفاظ على نظم حاكمة فيها , لا مصلحة لها في الوحدة اى حتى في الاستقلال .
وعليه فان مهمة الكيان الامبريالية تنفذ خارج حدود استيطانه فالحركة القومية العربية,
المتصدية للمصالح الامبريالية والنفوذ الاستعماري في المنطقة , لم يكن مركزها فلسطين
بالذات » وانما بعض العواصم العربية الكبرى . وهكذا قان ٠ امن الكيان ٠ يمن بتلك
العواصم , عابرا اليها من ثغورها . ولكن للتناقض بين الكيان الصهيوثي والشعب
الفلسطيني خاصة بعدا اضافيا . فالى جائب كون ذلك الشعب جزء! من الامة العربية «وبالتالي
مستهدفا في العدوان , اسوة بغيره من شعويها , فقد شكلت ارضه الوطنية الرقعة الجغرافية
التي قامت عليها القاعدة انطلاقا من ملاءمة الرقعة لبناء القاهعدة . سواء من الناحية
الاستراتيجية ام لناحية علاقة التراث اليهودي بها . وهذا الواقع يسبغ على النضال
الفاسطيني ضد الكيان طابعا خاصا . ويعطيه موقعا متميزا . بالمقابل . فان هذا البعد
الاضافي للتناقض , وهذا الموقع المتميز للنضال الفلسطيني ضصد الكيان ؛ قد يقود الى فهم
خاطيء لما يسمى « جوهر الصراع ٠ في المنطقة » باعتباره ينحصر في استيلاء المشروع
الصهيوني عل ارض الشعب الفلسطيني وتشريده » وبالتالي فان انهاء الصراع مع العدو يتوقف
على حل لمسألة الفلسطينيين . ومع ذلك , فان اي صراع يخوضه الشعب الفلسطيني ضد
الكيان » حتى وان انطلق من مواقع اقليمية ؛ يبقى موضوعيا , وبالمحصلة , نضالا قوميا .
والقيادة الصهيونية تعي ذلك جيدا . ومن هنا اصرارها على تغييب الشعب الفلسطيني ,
بدءا بالتغييب المادي ٠ ومرورا بالتغييب الحضاري ؛ وانتهاء في التغييب السياسي ٠ مع كل ما
رافق ذلك من تشويه لتاريخ ذلك الشعب ونضاله . ومن هنا ايضا العمل الصهيوني الدؤوب على
تذويب الشعب الفلسطيني ؛ وحل مشاكل افراده ؛ عن طريق اطراف عربية ومن خلالها .
والمهم في نظر تلك القيادة الا يقوم كيان سياسي فلسطيني ينازع القاعدة على الرقعة الجغرافية
التي تقوم عليها . ولذلك فهي تحاول كما يبدى واضجا من مسار مفاوضات التسوية » حشر
الاطراف المعنية , بمن فيها الشريك الاكبر في المشروع الصهيوني ؛ في مأزق الخيار بين
الخدمات التي يؤديها الكيان للمصالح الامبريالية . وهي التي تسميها مجازا امنه , وبين
اقامة دولة فلسطينية » تدعى انها ستكون على حساب ٠ امن الكيان » ؛ وقاعدة لانطلاق مضاد
لتلك المصالح ؛ بما فيها وجود الكيان نفسه .
لا اميركا « البلد الام » ( المركز ) للكيان الاستيطاني
في جوهرها علاقة اسسرائيل باميركا هي علاقة كيان استيطاني ؛ ب« البلد الام » الامبريالي
( المركز ) بشكل عام . ولكن لاسرائيل فرادة تنبع في الاساس من فرادة الحركة الصهيونية ,
ومن الدور الذي اوكل للكيان ؛ وبالتالي لطبيعة الشراكة في اقامته , والخصوصية التي يتميز
بها عن اترابه من الكيانات الاستيطانية ._جنوب افريقيا وروديسيا . وعندما تتضارب وجهات
النظر بين القبادة في المركز , والوكالة في الكيان » يوصف ذلك بانه خلاف بين حكومة ٠ س ,
وادارة ه ص » وليس بين دولتين منفصلتين . الولايات المتحدة واسرائيل. ومثل هذا الخلاف
يحسم في العادة داخل المؤسسةالحاكمةفي المركز , ومن خلال تفاعل اجنحتها . وعندما يحتدم
الخلاف يصار الى التقاضي امام ٠ الرأي العام الاميركي » , والذي تصنعه مراكن القوى .
في المركز , وبالتالي فانه يعكس موازين القوى بينها . ولعله امر ذؤ دلالة , ان يحمل رئيس - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)