شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 131)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 131)
المحتوى
١١
حكومة اسرائيل خلافه ,اذا حصل مع الرئيس الاميركي ؛ الى واشنطن ؛ ليحله هناك » من
خلال توازنات الادارة الاميركية ذاتها , اى تناقضات المؤسسة الحاكمة ككل . فالعلاقة بين
الطرفين عضوية ؛ وهما يشكلان بالاساس وحدة متكاملة رغم التمايز الظاهري .
ولكن اسرائيل ليست مستعمرة بالمعنى الكلاسيكي للكلمة ‏ اذ انها ليست بالاساس
مشروعا اقتصاديا رأسماليا , وائما قاعدة عسكرية متقدمة مما يضفي على علاقتها بالبلد الام
طبيعة لخاصة . هذا طبعا الى جانب الشق الصهيوني اليهودي من المشروع ‎٠‏ والذي ضمن اطار
هامشه الصغير تسبيا , يسعى الى اعطاء الكيان طايع « الدولة القومية » القائمة على الفكرة
الصسهيونية . وهذه في اساسها ‎٠‏ قومية ثقافية » لا تخلو من عنصرية وغيبية . ومن اطراف هذا
الشق ‎٠‏ سواء عن اليمين ام اليسار , ترتفع عادة اصوات تنادي بتوسيع هامش الاستقلالية
عن البلد الام »اما التيار العام في الكيان , وهى صاحب الحل والعقد فيه ؛ فيعي تماما تبعيته
للمركز ويقدر ما يترتب عليها .
واسرائيل جزء من النظام الامبريالي الاميركي , وركن اساسي في استراتيجية الراسمالية
الاميركية العالمية . وهي ضمن ذلك النظام اشد ارتباطا باكشر اجنحته رجعية وعدوائية ‏
المجمع الصناعي الحربي . ولكن للاحتكارات النفطية مصلحة كبيرة فيها . وفي حين تصدر في
اسرائيل » واحيانا بشكل مكثف ؛ انتقادات لوزارة الخارجية الاميركية ؛ وتنديد بارتباطها '
او ارتباط ه المستشرقين »فيها , باحتكارات النفط .فائه نادرا ما يوجه نقد للمجمع الصناعي
الحربي , ا الى البنتاغون والالة العسكرية الاميركية . وبالعكس فان علاقات اسرائيل بالالة
العسكرية الاميركية ؛ وكذلك بالصناعة العسكرية » اقوى ما تكون . وكثيرا ما تستفيد بعض
الشركات الاميركية لانتاج الاسلحة من تأييد اسرائيل لها في طلبها دعما ماليا فيدراليا لانتاج
الاسلحة المتطورة والمكلقة ( طائرات ف ‎١8‏ مثلا ) . ونظرا لارتباط القاعدة بالعسكرتارية
الاميركية , فقد تطورت فيها المؤسسة العسكرية بشكل يفوق جميع المؤسسات الاخرى واصبح
الجيش ؛ بفعل ارتباطه بالعسكرتارية الاميركية , المؤسسة الاكشر اهمية في الكيان - فهو
الجيش الذي يعتبر اغلى من الدولة واعز .
وحتى على صعيد اقتصاد الكيان تبرز الصناعة العسكرية التي هي مغامرة مشتركة بين
الكيان والبلد الام » يسهم فيها هذا الاخير بالقسطالاوفر من الرأسمال والتكنولوجيا. وهذه
المغامرة هي من زاوية نظر اسرائيل اقتصادية بالاساس ؛ لانها تتزود بالسلاح من البلد الام
اصلا ؛ وتصدر الجِزء الاكبر مما نتتج الى الخارج ‎٠‏ وجيش نيكارغوا مثلا مزود بينادق
« جليل » الاسرائيلية الحديثة الصنع , بينما يستعمل الجيش الاسرائيلي الرشاشات
الاميركية . وكذلك الامر بالنسبة الى الطائرات والدبابات . ومن زاوية نظر اميركا » فالمغامرة
سياسية اصلا ؛ واقصادية فرعا . وعن طريق اسرائيل تؤمن واشنطن السلاح والعتاد للانظمة
الفاشية التي تدعمها سرا , وتتحاشى الاحراج في تأييدها العلني .
وهذه الشبكة الواسعة من العلاقات ؛ بتشعباتها الكثيرة اخذت تحاك منذ الحرب العالمية
الاولى , ولكنها اكتسبت دفعا قويا اثناء الحرب العالمية الثانية , مما انعكس في « مؤتمر
بلتعوى » ( 1447 ) , حيث نقل مركز النشاط الصهيوني الى الولايات المتحدة , بدلا من
بريطانيا . وتنامت هذه العلاقة لدى قيام الكيان ويعده ؛ وازدهرت بعد حرب حزيران ( يونيو )
7 , وتصاعدت بشكل بارن اثناء حرب تشرين وبعدها . واليوم هي في نروتها » حيث يدور
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39437 (2 views)