شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 134)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 134)
- المحتوى
-
١
تجدس الاشارة الى القول الذي تردد كثيرا في مسار المفاوضات من ان المشاكل الجوهرية قد تم
الاتفاق عليها » وان الخلافات هي امور تفصيلية الى شكلية واحيانا وصفت بانها مسألة
صياغات كلامية فقط ٠ والواقع ان اسرائيل ارادت ان يدخل السادات الى شبكة العلاقات المثلثة
الاطراف واشنطن القاهرة اسرائيل ليس كشريك متكاؤء مع اسرائيل , وانما
دونها , فكان لها ما ارادت . واذا كانت اسرائيل قد فعلث كل ذلك بالسادات , رغم ثقله
العربي ٠ وموقعه الافريقي , ناهيك عن تهافته على الارتباط بالاستراتيجية الاميركية ؛ وبالتالي
عدائه للاتحاد السوفياتي » واستعداده للتخلي عن تضامنه مع العرب ؛ فماذا سيكون نهجها
ازاء الاطراف العربيةالتيلا تملك مثل هذه المقومات وليست النية لسلوك نهج السادات او القدرة
على ذلك , خاصة اذا كان الكلام عن تسوية للصراع ؛ تكون سلمية ؛ ومن خلال المفاوضات
ويرعاية واشنطن .
ولا تخلى العلاقة بين اسرائيل وواشنئطن من خلاف حول مردود الخدمات التي تقدمها الاولى
للثانية » من فائض القيمة الذي تجنيه الثانية من المنطقة العربية » نتيجة لنشاط الاولى .
وطبيعي ان تسعى اسرائيل الى زيادة حجم هذا المردود ؛ وان تثور خلافات حول الموضوع ؛ كما
يحدث بين بؤر اقتصادية في النظام الراسمالي الواحد . فزيادة الدعم الاميركي لاسرائيل اى
تقليصه في الميزانية الاميركية , لا يختلف كثيرا عن معالجة الموضوع نفسه ازاء الشركات
الاميركية الكبرى , والمتعاقدة مع الحكومة الفدرالية لانتاج اسلحة متطورةوكما تتنافس هذه
الشركات بينها على قضم اكبر شريحة ممكنة من الميزائية المخصصة لها , هكذا تصارع
اسرائيل ؛ ومن خلال اجهزة المؤسسة ذاتها , على نهش الجزء الاكبر مما تسميه الادارة
الاميركية « المساعدات الخارجية » والاكيد انها تصيب نجاحا كبيرا في هذا المضمار , كما
يتضح من نصيبها الوافر في تلك « المساعدات »٠ اذ يصل احيانا الى النصف واكشش , خاصة في
السنوات الاخيرة .
وللكيان موقف خاص من الشعب الفلسطيني ومن حركته الوطنية » بغض النظر عن
التوجهات السياسية للطرفين » او للتيارات الرئيسية فيهما . وهذا الموقف الاسرائيلي لا يتطابق
بالضرورة وبشكل مطلق على الاقل نظريا » مع موقف البلد الام . فواشنطن لا ترى بنفس
الخطورة قيام كيان سياسي للفلسطينيين كما تراه اسرائيل خاصة اذا كان ذلك الكيان
الفلسطيني من طبيعة معينة . وواشنطن لا تثمن مسالة الاستيطان الصهيوني في الاراضي
المحتلة عام 19717 , بنفس الحيوية التي يثمنها الكيان لامنه ويقائه . وكذلك فهناك خلاف
اليوم بين واشنطن وأسرائيل حول طبيعة « الادارة المدنية الذاتية » التي طرحت في « كامب
ديفيد ».والظاهر ان هناك خلافا ايضا حول مسألة مستةبل القدس . وكذلك بالنسبة الى
التسوية مع الاردن ؛ وريما الى الوضع في لبنان , والاهم بالفعل هو الموقف من الشحب
الفلسطينيءولكن اسرائيل , ومن خلال مفاوضات التسوية ٠ وعلى خلفية التطورات السياسية
في المنطقة , ويالتالي التوجهات الاميركية المستجدة فيها ؛ قد دفعت الاطراف المفاوضة ؛ مصر
وواشنطن خاصة بعد توقيع المماهدة وفي اعقاب انهيار حكم الشاه في ايران ؛ واختلال ميزان
القوى في المنطقة ٠ الى مأزق الخيار بين مصالح تلك الاطراف في اسرائيل قوية , قادرة على تنفين
المهام المذلوية منها في اطان الاستراتيجية الجديدة لواشنطن في المنطقة , ويين مبدأ « احقاق
الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني » كما كانت مطروحة في بداية ٠ مفاوضات التسوية » . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)