شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 146)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 146)
- المحتوى
-
145
لبنان بأنه ليس نزاعا دينيأ , كما يصور احيانا كثيرة في ووسائل الاعلام الاميركية . بل هو نزاع
اجتماعي, وسياسي . وهناك الكثيرون من أمثال هؤلاء الاميركيين الليبراليين والتقدميين الذين
يصيرون ؛ لدى اطلاعهم على الحقائق الفعلية » مستعدين لكتابة التقارير حولها كما يرونها ,
وهم يؤلفون تجمع إسناد او قطاعا ضمن المجتمع الاميركي .
لقد كان ما يسمى فضميحة ووترغيت ٠ إذا نظرنا اليها في منظور تاريخي ٠ محاولة قام بها
الجناح الليبرالي الاميركي من نخبة السلطة لانتزاع السلطة من الجناح المحافظ وتجديد
المؤسسات السياسية الاميركية بعد الهزيمة في الفيتنام . وبالنظر الى ما كشف النقاب غنه من
القساد المالي والسياسي في الولإيات المتحدة خلال فضيحة ووترغيت ؛ فان ثقة الأكثرية الساحقة
من الاميركيين في المؤسسات السياسية قد تشاءلت الى النقطة التي أخذ معها الناس يشكون في
بعض اللمقدمات المنطقية التي قبلوا بها سابقا حول الولايات المتحدة . وجاء جيمي كارتر الى
الحكم استنادا الى برنامج سياسة خارجية ينطوي على اهتمام عميق بحقوق الانسان في
الخارج واعتبر كارتر ومستشاروه استخدام حقوق الانسان هذا أداة يستطيع بها أن يتقدم على
طول هدفين استراتيجيين رئيسيين في الوقت ذاته : اولا . كانت قضية حقوق الانسان عنصرماأ لا
يتمنى في المشاعدة لاعادة حاسة الهدف والايمان الذي يحمله الشعب الاميركي بمجتمعه
وحكومته بعدما اصابته الفيتنام ووترغيت بصدمة قوية . ثانيا . كانت قضية حقوق الانسان
اداة اضافية يجب ان تستخدم في المعارك الايديولوجية بين الولايات المتحدة والاتحاد
السوفياتي .
كان كثيرون من الناشطين سياسيا في الولايات المتحدة يدعون منذ سنوات الى احترام
لحقوق الانسان . ولم تمتنع الولايات المتحدة عن توقيع وابرام اتفاقيات حقوق انسان دولية
مهمة فحسب ولكنها كانت تدعم بعض الدكتاتوريات الأكش استبدادا في العالم . وعندما أخذ
جيمي كارتر يتكلم عن .دقوق الانسان » أصبنا بصدمة وفوجئنا وأدركنا على حين غرة ان قيام
رئيس جمهورية الولايات المتحدة بجعل قضية حقوق الائسان شعبية إنما يفتح أبوابأ عديدة .
أولا انه سيجعل الكثير من المؤسسات الاميركية الرئيسية ( وسائل الاعلام , التربية ,
جماعات اصحاب المهن الغ ) ذا حساسية لقضية حقوق الانسان . فهذه المؤسسات ,
كوسائل الإعللام »احيانا تنظر الى رئيس الجمهورية لتستوحي منه الموقف الذي يجب ان تتخذه.
وياختصار رأيئنا ان دائرة انتخابية لحقوق الانسان أخذة في التطور وانه من الممكن ريط تلك
الدائرة بقضية حقوق الانسان الفلسطينية وتم اطلاق حملة حقوق الانسان الفلسطينية في ربيع
العام 161/4 مع فكرة الاتصال بالأشخاص والمنظمات الذين يحتلون مركزا ما ضمن القوى
الموازية في الولايات المتحدة . فالقادة السابقون لحركة السلام . ورجال الدين والمنظمات
الاشتراكية وتجمعات اصحاب المهن ؛ وزعماء العمال والتربيون جميع هؤلاء وغيرهم اعتبروا
جزءأ من الجمهور المستهدف من أجل المصادقة على حملة حقوق الانسان ومن أجل نشر الحملة
بين ابناء دوائرهم الانتخابية . واستخدمت أساليب كثيرة لاختراق الحواجز التقليدية التي
بنيت وفرضت على النشاط الموالي للفلسطينيين في الولايات المتحدة . ومثل هذا النشاط على
أساس منظم ومتواصل بخلق المناخ الذي تتم فيه التغييرات في السياسة الأميركية , وذلك عن
طريق خلق بيئة قبول بالمفاهيم والأفكار التي كانت سابقا ممنوعة كاختيارات قابلة للحياة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39298 (2 views)