شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 172)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 172)
- المحتوى
-
يفن
يتعلق مباشرة ببقاء دولة اسرائيل . وقد يحتج بعض ال مسيحيين على هذا الريط بين الاثنين ,
ولكننا لا نتمكن من المجازفة باحتمال عدم صحة هذه النظرية ٠ .
اهتمام نويمان البالغ ببقاء اسرائيل ويقاء الدين. اليهودي حيأ يأتي من معتقد مسيحي
واسع الانتشار ويقول بأن اليهود , وهم شعب الله المختار , لهم دور مركزي اساسي في خطة
الله التاريخية سيبقى الى أن تتم الازمنة ويأتي المسيح .
ومع أن نويمان ينتمي الى كنيسة غير محافظة وحرفية 6زاامعمدورى5 فاننا نجد في قوله
هذا . حضورا للفلسفة الاخروية ( وسنعود الى هذه الفلسفة فيما بعد ) مع انه يبدي بعض
الشك ف مدى صحة هذه الاعتبارات ٠ إلا أنه لا يريد المجازفة . فيلتزم بها .
ولكننا نجد لاهوتيين كثيرين آخرين . ممن يمكن تسميتهم بليبراليين ( أي انهم لا
يعتقدون بعصمة وحرفية التوراة ) لا يخامرهم الشك , ولو قليلا » بصفة اسرائيل التوراتية
الدينية . من أهم اللاهوتيين المسيحيين الاميركيين في فترة الحرب العالمية الثانية وما بعدها
مباشرة ( أي خلال اشتداد الصراع للاستيلاء على فلسطين من قبل الصهيونيين ) رايثهولد
نيبور , وقد اهتم في بدأية نشاطه الفكري بالتحليل الاجتماعي ٠» ويظهر انه تأثر كثيرا
بماركس . ولكنه انتقل بعد ذلك الى تفكير اكثر لاهوتية تحت تأثير كتابات كسيركفار ومارتن
بويز ثم التزم بالمنظور التوراتي ؛ أي ان مفهومه عن تناقضات أسرار وجود الانسان التاريخي
تتمركز على مقولات توراتية اسطورية2'» ونجد في تفكيره عن الصهيونية واسرائيل عاملا آخر قد
يكون عقدة الذنب المسيحية الالمانية مما قاده الى الانتقال من التفكير الصهيوني الى النشاط
الصهيوني .
فالتفكير الصهيوني المسيحي عند نيبور ( كما هو في الواقع عند الصهيونية العالمية ) يقف
على أسسس توراتية . ففي مقال كتبه لمجلة رروئ. نام , خلال الحرب العالمية الثانية2 دافع بشدة
عن حق اليهود في الاستيطان في فلسطين , لكون هذا الحق هو حق جماعي . ويهاجم المذكرين
الليبراليين العصريين ٠ لأن لديهم افتراضات وتوهمات فردية وكونية ٠ تمنعهم من تفهم
« مقتضيات الحياة الجماعية عند الانسان » .
وهكذا فان « نزعة الحياة الجماعية » عند اليهود هي اساسا حق تاريخي واضح . واذا
لم يكن ذلك فالحاصل هي انقراض جماعي . فالارادة الجماعية عند اليهود , تفترض تعبيرا
جغرافيا , أي مواطنا يهوديا . ومع أن نيبور يوبخ الصهيونيين لبعض ما اقترفوه من اعمال
العنف ٠ إلا أنه لا يرى في ذلك مبررأ حتى للشك البسيط في حقهم في الأرض الفلسطينية0!» . أما
الحق الجماعي للفلسطينيين فلم يكن واردا في البحث , وربما كان السبب في ذلك توراتيا
أيضأ إذ أن الفلسطينيين وهم كنعانيو التوراة قد كتبت عليهم الهجرة .
في مثل هذا التفكير تخل واضح عن تعاليم المسيح التي تدعو إلى العدل ومحبة الفرد
الانساني ؛ وفيه انكار للمثل الموجودة في العهد الجديد والرجوع إلى فلسفة العهد القديم التي
تؤكد على اخضاع كل القيم الانسانية لامتيازات خاصة بهيئة جماعية قبلية عنصرية معينة . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39441 (2 views)