شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 176)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 176)
- المحتوى
-
كلاد
المسيحيين » جهودهم من استغلال عقدة الذنب كدافع لدعم اسرائيل , الى الاستغلال
التوراتي » أي في التأكيد على الاختيار الالهي لاسرائيل ؛ ومكان اسرائيل الجذري في سياق
التاريخ التوراتي . وهذه النظرية التوراتية هي أساس مذهب الانجيليين الاميركيين .
في انهماك الاميركيين بالحرب الباردة » وبسلامة اسرائيل كدولة مضمونة , ظهر أن نشاط
المسيحيين السهيونيين قد خف . ولكن الهجوم الثلاثي على مصر سنة ١501 أثار الاهتمام من
جديد ؛ ووضع الصهيونيين موضع الدفاع عن هجوم اسرائيل على مصر . وكان اساس هذا
الدفاع يقوم على أن مصر وناصر بالذات ؛ في حلف مع السوفيات , وان اسرائيل تدافع عن
وجودها ضد العرب والروس المتحالفين , ولذلك تقف في وجه التوسع الشيوعي في الشرق
الأوسط .
وهنا نرى ان نيبور قد عاد الى نشاطه في حمل راية اسرائيل . ومع انه لم يوافق مبدئيا على
الهجوم على مصر من قبل الدول الثلاث , الا انه كان غاضباً حسب قوله على ٠ جمود اميركا
الأخلاقي » ويرر موقف الدول الثلاث بكونها قد فقدت ثقتها « بمقدرة اميركا او بميلها الى
الدفاع من حقوقهم ضد تهديد الديكتاتور المصري لهم بدهم من روسيا » وأشداف انه من ضعف
الايمان ان تقوم اميركا بمساعدة العرب على حساب اسراثيل لأن ٠ الشيوعيين قد استولوا على
قلب ناصر بواسطة تقديم الأسلحة الحديثة اليه :40 ومع انه لم يقل ذلك علنا , إلا ان نيبور
كان توراتيا فيربطه التحالف الروسي العربي بالعمل الشيطاني الموجه ضد اسرائيل فقد ذكن
المعتقدون بالنبؤات التوراتية مرارا أن هذا التحالف لا بد أنه واقع .
هرمجدون تقترب
كان عام 11717 نقطة تحول في نشاط المسيحيين الصهيونيين في اميركا فالهوس بالخطر
الشيوعي الذي كان سائدا في الخمسيئات من توسع الشيوعية العالمية خفت حدته في
الستينات . ويدت حرب الأيام الستة ٠ وكأنها حادثة اسطورية بين قوى الشر وقوى الخير ,
والنزعة الالفية عند البروتستائت المتحفظين ( ويعض الكاثوليك ايضأ ) وجدت حدثا مهما في
تلك الحرب , التي ظهرت وكأنها معركة على طريق هرمجدون ؛ المعركة في نهاية العالم .
وفي البداية » اهتم اكثر الصهيونيين واتصارهم بسلامة اسرائيل , لأن ابواق الدعاية
الصهيونية صورت الحرب وكانها دفاع اسرائيل الصغيرة عن حياتها ضد التجمع العربي .
وهذا الخطر الموهوم على وجود اسرائيل . اصبع عند هؤلاء ٠ الالفيين التوراتيين ٠ تأكيدا على
صحة معتقدهم بتهديد اسرائيل بالزوال , كان تهديدأ لصحة التوراة لديهم ؛ ويضع وجود الله
ذاته على المحك .
بعض المنظمات والمؤسسات المسيحية , مثل المجلس الوطني للكنائس (000) والمؤتمر
الوطني للأساقفة الكاثوليك , بدت وكأنها تقف على الحياد . ولكن أصوات كثيرة , خارج
النطاق الانجيلي ( أي من البروتستانت الليبراليين ) ارتفعت عند ذاك بدعم اسرائيل وبالتنديد
« بالمسيحيين الصادقين » أبي الذين لم يلتزموا بالتحزب لصالح اسرائيل ,
ويمثل هذا الفريق احد تلامذة نيبور » وهو روي ايكارت الذي يعد من اقوى اصوات
المسيحيين الصهيونيين في فترة حرب الأيام الستة . وايكارت هو محرر « مجلة الاكاديمية
الاميكبة للأديان » , واستاذ علوم الدين في جامعة ليهاي . وقد هاجم بشدة ما دعاه بصمت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39439 (2 views)