شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 238)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 238)
المحتوى
لينف
ومنذ أواخر القرن الثامن عشر كانت هناك حركة سير وانتقال بين هذين المعنيين , حيث تميزت
هذه الحركة بانضباطها البارزتماما ‎٠‏ وربما خضعت للضبط والتنظيم . وهنا نصل إلى المعنى
الثالث من معاني الاستشراق ؛ وهى معنى يتسم بتحديد تاريخي ومادي اكثر من أي واحد من
المعنيين السابقين ! فلى أخذنا أواخر القرن الثامن عشر كنقطة بدء محددة تحديدا أوليا جدا .
يمكن بحث الاستشراق وتحليله بوصفه المؤسسة المشتركة للتعامل مع الشرق ‏ التعامل معه
بواسطة اطلاق الأقوال البيانية عنه , واضفاء طابع الثقة على أراء حوله . وصف الشرق
وتدريسه واستيطانه وتوطينه » وممارسة الدكم عليه : وباختصار ؛ فالاستشراق بمعناه
الثالث هى اسلرب غربي للسيطرة على الشرق واعادة تكوينه وامتلاك السلطة عليه . ولقد وجدت
من النافع هنا استخدام مفهوم ميشال فوكى عن المقالة (مور.ونم.((1) للتعريف بهوية الاستشراق
0 وهى مقهوم وصفه فوكوي كتابين له هما ‎٠»:‏ علم أذار المعرف:,* مم1 ازول ع[ سه ريت لمطوايةء
ى « المراقبة والعقاب " تاعتصسظ عضن موزام» و12 ويقوم ادعاني على القول إثه بدون تفحص
الاستشراق كمقالة دوينوع.2 الا يمكن للمره ان يشهم حقل الانضباط والدراسة المنهجي
الضخم الذي استطاعت الحضارة الأوروبية بواسطته أن تدير ‏ وحتى ان تنتئج ‏ الشرق
سياسيا وسوسيولوجياً وعسكريا وأيديولوجيا وعلميا وتخيليا خلال فترة ما بعد عصر التنوير .
وعلاوة على ذلك فان الاستشراق تمتع بمركز من الثقة والسلطة الى درجة تحملني على الاعتقاد
إنه ما من أحد كتب عن الشرق أو فكر به أو اتخذ القرار بشأنه قد استطاع أن يفعل ذلك دون ان
يأخذ بعين الاعتبار الحدود التي فرضها الاستشراق على الفكر والفعل . وخلاصة القول ؛ فنان
الشرق لم يكن ( وليس هى ) ‎٠‏ بسبب الاستشراق , موضوعا حرا للتفكير أى الفعل . وليس
معنى هذا القول إن الاستشراق يحدد بشكل أحادي الجانب ما يمكن قوله عن الشرق . بل يؤلف
الاستشراق تلك الشبكة بكاملها من العلاقات التي يتحتم عليها ان تحشد كل طاقاتها لاداء
المهام في أية مناسبة ( وبناء على ذلك فان الشبكة المذكورة هي ملتزمة بالحمل دوما ) عندما
تكون تلك الوحدة المعينة ‎٠‏ الشرق » موضع تساؤل . كيف يحدث هذا الأمر ؛ هذا ما يحاول
الكتاب بيائه مثلما يحاول ان يبين بأن الحضارة الأوروبية اكتسبت قوة وهوية عن طريق طرح
نفسها ضد الشرق بوصفه نوعأ من الذات البديلة أى حتى الذات السفلية ( التحتية ) .
وعلى الصعيدين التاريخي والحضاري يوجد فارق كمي ونوعي بين الانهماك الفرنكو -
بريطاني في الشرق _حتى فترة الصعود الأميركي إثر الحرب العالمية الثانية ‏ وانهماك كل دولة
من الدول الأوروبية والأطلسية الأخرى . فالحديث عن الاستشراق إذن , هى التحدث بشكل
رئيسي ‎٠‏ وان, يكن غير حصري ؛ عن مشروع حضاري بريطاني وفرنسي » وهو مشروع تمتد
أبعاده حتى تشمل حقولا ومجالات متباعدة على امتداد الخيال ذاته : الهند كلها والليفانت
بكامله ‎٠‏ النصوص التوراتية وأراضي التوراة ؛ تجارة الأفاوية والبهارات والجيوش
الكولونيالية » بالاضافة الى تقليد طويل من الاداريين الكولونياليين ‎٠‏ ومجموعة كاملة رائعة من
الدراسات والبحوث العلمية » وعدد لا يحصى من ‎«١‏ الخبراء » و ‎١‏ الأعران البارعين » في
المشرقيات » وكراسي استاذية للدراسات الشرقية ‏ ومجموعة معقدة من ‎٠‏ الافكار » الشرقية
( مثل : الاستيداد الشرقي والأبهة الشرقية والقسوة والفجور الشرقيين ) » والعديد من الشيع
* مقدمة كتاب الاستشراق للاستان ادوار سعيد , الذي صدر حديثا بالانكليزية ,
78 ,امم ممع طموط ‎١‏ بإروثلا بيع لز
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36175 (2 views)