شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 244)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 244)
المحتوى
352
التي تقل تحيزأ عن الفرد الذي ينتجها ولا تفوقه بالأحرى ( هذا الفرد بكل ظروف حياته المعقدة
والمربكة ) بيد ان هذه المعرفة ليست بالتالي معرفة غير سياسية بصورة آلية .
وسواء كانت أبحاث الأدب آي الفيلولوجيا الكلاسيكية مشحونة بالمغزى السياسي ه أو
تنطوي مباشرة على معنى سياسي . هذه مسألة كبيرة جدأ ولقد حاولت ان أعالجها بشيء من
التفصيل في مكان آخره* . إن ما يهمني عمله الآن هو الايحاء كيف ان الاجماع الليبرالي العام
في اعتباره ان المعرفة « الحقة » هي في الأساس معرفة غير سياسية ( وعلى العكس من ذلك :
كيف ان المعرفة السياسية المكشوفة ليست معرفة حقة ) يؤدي إلى طمس الظروف السياسية
المنظمة جدأ وان تكن غامضة والمتحصلة عندما يتم انتاج المعرفة . فلا يلقى اليوم أحد المساعدة
على القهم عندما يجري استخدام النعت « سياسي » كوصف يرمي إلى إضعاف الثقة بي عمل
لتجاسره علي خرق بروتوكول الموضوعية التي يدعى لها أنها فوق السياسة .يمكننا القول اولا
ان المجتمع المدني يقر ويعترف بتراتب في درجات الأهمية السياسية داخل مختلف حقول
المعرفة . والى حد ما فان الأهمية السباسية الممنوحة الى حقل من الحقول تأتي من امكانية
ترجمته مباشرة إلى لغة الاقتصاد . إنما الى حد اكبر من الأول ؛ فان الأهمية السياسية تأتي
عن قرب حقل من مصادس السلطة والقوذ التي يمكن التاكد منها داخل المجتمع السياسي .
وهكذا فان دراسة اقتصادية تتناول مخزون الطاقة السوفياتية على المدى الطويل وتأثير هذا
المخزون على القدرة العسكرية من المرجح ان يصدر التكليف باجرائها عن وزارة الدفاع
الاميركية » ومن ثم تكتسب الدراسة نوعا من المكانة السياسية يتعذر اكتسابها من جائب
دراسة عن روايات تولستوى المبكرة تقوم احدى المؤسسات بتمويلها جزثيا. مع ان العملين
ينتميان الى ما يعثرف به المجتمع المدني على أنه حقل ممائل هو حقل الدراسات الروسية. هذا مع
العلم بأن احدى الدراستين قد يضعها عالم اقتصادي شديد المحافظة , بينما تكون الثانية من
تأليف مؤزخ ادبي راديكالي . والنقطة التي اريد ابرازها هنا هي ان « روسيا » بوصفها مادة
عامة للدراسة تتمتع بأولوية سياسية إزاء التمييزات الأكثر دقة مثل الاقتصاد وو « التارييخ
الأدبي ‎٠‏ . ذلك أن المجتمع السياسي بعفهوم غرامشييبلغ مجالات من المجتمع المدني مثل مجال
الاكاديمية ( الجامعة ) ويشبعها من مغزى الاهتمام الباشر بها .
لا أريد المضي في التشديد على هذا الأمر على أسس نظرية عامة؛ إذ يبدى لي أن قيمة
قضيتي ومصداقيتها يمكن التدليل عليهما بانتهاج طريق أكثر تخصيصا , وذلك على النحو
الذي سلكه نعوم شومسكي ‎٠‏ مثلا . حيث قام بدراسة الصلة الذرائعية بين حرب فيتنام ومفهوم
البحث العلمي الموضوعي كما جرى تطبيقها لتغطية الأبحاث العسكرية التي تمولها وترعاها
الدولة00؟ . ويما أن بريطانيا وفرنسا , والولايات المتحدة الأميركية مؤخرا , هي دول
امبريالية » فان مجتمعاتها السياسية تضفي على مجتمعاتها اللدنية حسا من الالحاح
العاجل , كأنها تنفخ فيها روحا سياسية مباشرة ؛ حيثما وكلما كان الأمرمتعلقا بمسائل ذات
صلة بمصالحهم الامبريالية في الخارج . وتساورني الشكوك فيما إذا كان الأمر مثارأ للجدل ,
مثلا , القول بأن شخصا انجليزيا في الهند أى في محر عند أواخر القزن التاسع عشر قد أبدى
اهتماما بهذين البلدين ولم يكن هذا الاهتمام بعيدا أبدأ عن مكانتهما في ذهنه كمستعمرين
بريطانيين . إن قولنا هذا قد يبدو مغايرا تمامأ للقول إن كل المعرفة الاكاديمية عن الهند ومصصر
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36175 (2 views)