شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 247)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 247)
المحتوى
5
الهائلة التي حققها التحليل التفصيلي للنصوص . بيد أنه لا مفر هناك من الاعتراف بالحقيقة
القائلة ان الدراسات الأدبية عامة . والمنظرون الماركسيون الاميركيون على وجه الخصوص »2
قد تحاشوا بذل المجهود الرامي الى سد الخغرة جديا بين مستويات البنية القومية والتحتية على
صعيد الدراسة العلمية التاريخية والنصوصية . ولقد بلغ بي الأمر في مناسبة أخرى ان قلت
بأن المؤسسة الثقافية ‏ الأدبية هي أرض محرمة . ذلك أن الاستشراق يحمل المرء على
التصدي مباشرة لتلك المسالة ‏ أي انه يقوده إلى الادراك بأن الامبريالية السياسية تحكم
سيطرتها علي حقل بكامله من الدراسة والتخيل ويمؤسسات البحث العلمي ‏ وهذا على نحو
يجعل من تجذبها ضرباأ من الممال الفكري والتاريخي . ومع ذلك سوف تبقى هناك على الدوام
آلية التهرب الخالدة والقائمة على القول إن باحثا أدبيا أو فيلسوفا ؛ على سبيل المثال , تلقى
تدريبه العلمي في الأدب والفلسفة على التوالي » وليس في السياسة أى التحليل الايديولوجي .
ويكلام آخر , فان حجة الاختصاصي يمكنها ان تعمل بشكل فعال تمامأ لكي تسد الطريق أمام
المنظور الذي اعتبره أنا بمثابة المذظور الفكري الاكش جدية .
يبدى لي هنا انه توجد إجابة بسيطة ذات شقين وينبغي اعطاؤها , على الأقل قيما يتعلق
بدراسة الامبريالية والثقافة ( أى الاستشراق ) . ففي المقام الأول , إن كل كاتب من كثاب
القرن التاسع عشي تقريبا ( ويصدق الشيء ذاته ؛ تماما على كتاب الفترات السابقة ) كان
واعيا تمام الوعي ‏ ويشكل خارق للمألوف ‏ لحقيقة وجود الامبراطورية ؛ وهذا موضوع لم
يدرس دراسة جيدة للغاية ؛ لكن الأمر لن يطول بأحد المختصين المحدثين في دراسة العصر
الفيكتوري حتى يقر بأن الابطال الثقافيين الليبراليين أمثال جون ستورات ميل ‎٠‏ وارنولد
وكارليل ونيومان وماكولي وروسكدين وجورج اليوت وحتى ديكئنز كانت لهم آراء مجددة بشأن
العرف والامبريالية » وهي موضوعات يسهل العثور عليها قاعلة في كتاباتهم . حتى انه يتوجب
على الاختصاصي التعامل مع المعرفة القائلة ان جون ستورات ميل , على سبيل المثال » أوضح
في كتابيه « في الحرية » و « الحكومة التمثيلية » بأن الآراء التي عرضسها هناك لا يمكن
تطبيقها على الهند ( لقد كان موظفا في وزارة الهند طيلة فترة لا بأس'يها من حياته ) » ذلك أن
الهنود كانوا متخلفين بدنيا » إن لم يكن عرقيا .ويمكن العثور على النوع ذاته من المقارقة لدى
ماركس ؛ كما أحاول تبيان هذا الأمر في كتابي . وف المقام الثاني ‎٠‏ فالاعتقاد بأن السياسة
على صورة الامبريالية تؤثر في انتاج الأدب والبحث العلمي والنظرية الاجتماهية وكتابة التاريخ
ليس معادلا على الاطلاق للقول بأن الثقافة هي بالتالي شيء ذو شأن منحط أو سيء السمعة . بل
على العكس تماما : جل ما أسعى للوصول إليه هى القول إننا نستطيع تحقيق فهم أفضل
لأنظمة الهيمنة المشبعة في مثابرتها وتحمليتها ‎٠‏ والثقافة أو الحضارة هي مثال لهذه الأنظمة ‏
عندما ندرك بأن قيودها الداخلية المفروضة على الكتاب والمفكرين كانت منتجة » وليس صادة
من جانب واحد . ومن المؤكد ان هذه القكرة هي التي كان يحاولغرا مشي وكل من فوكو وريموند
وليامز ؛ تبياتها والتدليل عليها بطرق مختلفة . إن كل صفحة أي صفحتين مما كتبه وليامز عن
« استخدام الامبراطورية ومنافعها , في كتابه « المسيرة الطويلة » طععدكة عدمءآ عدا
تخبرنا عن الغنى الثقافي في القرن التاسع عشى اكثر مما تخبرنا إياه مجلدات من تحليل
النصوص وقد جاءت ثمرة العزلة والعمل الدؤوب؟» , :
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 58936 (1 views)