شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 254)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 254)
- المحتوى
-
غ6"
السلطة والانضباط اكثر من أبي وقت مضى . لكن الشيء الذي استاثر باهتمام أوروبا كان المدى
الموسع والتحسين الأكبر جدا والذي طرا على تقنياتها لاستقبال الشرق . وغندما كشف الشرق
بصورة محددة عن عمر لغاته عند منعطف القرن الثامن عشى مما أدى إلى اهمال واماتة
شجرة النسب الالهي العبرانية , كاتت مجموعة من الأوروبيين هي التي قامت بالاكتشاف ,
ونقلته إلى غيرها من العلماء الباحثين , وحافظت على الاكتشاف في العلم الجديد للفيلولوجيا
الهندى أوروبية . لقد ولد علم قوي جديد للنظر إلى الشرق اللغوي ؛ وكما أظهر فوكى في « نظام
الأشياء » . ولدت مع هذا العلم شبكة كاملة من الاهتمامات العلمية المتصلة بالموضوع . وعلى
نحو مماثل ٠ أقدم وليم بكفورد وبايرون وغوته وهوغى على إعادة بناء الشرق بواسطة فتهم ,
وجعلوا ألوانه واضواءه وأناسه مرئيين من خلال صورهم وايقاعاتهم وموضوعاتهم الرئيسية ١
وفي أقصى الحالات فان الشرق « الحقيقي » أثار حفيظة الكاتب في الوصول إلى رؤيته » لكنه .ن
النادر جدا هدى تلك الرؤية وارشدها .
واستجاب الاستشراق للحضارة التي انتجته اكثر من استجابته لموضوعها المزعوم
والذي جرى انتاجه في الغرب ايضا . وهكذا فان تاريخ الاستشراق يتسم بأمرين على السواء :
تماسك داخلي ومجموعة مترابطة باتساق وانتظام للغاية من العلاقات مع الثقافة ( الحضارة )
السائدة والمحيطة به . إن تحليلاتي بساء على ذلك تحاول ان تبين شكل الحقل الاستشراقي
وتنظيمه الداخلي » ورواده وثقاته من ذوي السلطة الأبوية . ونصوصه المعترف بها وأفكاره
التسبيحية وأشخاصه القدوات , واتباعه وشارهيه وموسعيه وسلطاته الجديدة ؛ مثلما أحاول
ايضا أن أشريح وأفسر كيف استعار الاستشراق وأخذ المعلومات مرارا عن الأفكار « القوية ,
والعقائد والاتجاهات المسيطرة على الثقافة , وهكذا كان هناك ( ويوجد هناك ) شرق لغوي ,
وشرق فرويدي ؛ وشرق اشبنغلري » وشرق دارويني ٠ وشرق عرقي وهكذا دواليك ؛ ومع ذلك
فانه لم يوجد أبدا شيء من قبيل الشرق الخالص أو غير المشروط . وبالممائل , لم يوجد أبدأ شكل
غير مادي للاستشراق ؛ كما لم توجد على الاطلاق « فكرة » بريئة عن الشرق . إنني اختلف في
هذا الاعتقاد الكامن وفي النتائج المنهجية المستسقاة منه عن العلماء الباحثين الذين يدرسون
تاريخ الأفكار . ذلك أن التشديدات والشكل التنفيذي وفوق كل شيء الفعالية المادية للعبارات
التي تطلقها المقالة الاستشراقية هي ممكنة بطرق تجعل أي تاريخ منغلق للأفكار يميل إلى
الاستخفاف بها كليا . والاستشراق بدون هذه التشديدات وتلك الفعالية المادية من شأنه أن
يكون مجرد فكرة اخرى ٠؛ بينما هو بالفعل وقد كان اكثر من مجرد ذلك . لذا فانني أنطلق ليس
إلى تفحص الاعمال العلمية فقط , بل أعمال الأدب والمقالات السياسية والنصوص الصحفية
وكتب الرحلات والدراسات الدينية والفيلولوجية أيضا . ويكلمات اخرى ٠ ان منظوري
الهجيني هو منظور عريض تاريخياأ ى « انتروبولوجيا » , لا سيما متى كنت اعتقد بأن جميع
النصوص هي دنيوية وظرفية ( بالطبع ) في طرق تختلف من نوع إلى نوع ؛ ومن فترة تاريخية
إلى فترة تاريخية .
ومع ذلك , بخلاف ميشيل فوكو الذي ادين لعمله إلى حد كبير , فائني أعتقد بالتأثير
المحدد للكتاب الأفراد على تلك الكتلة الجماعية المجهولة من النصوص التي تؤلف تشكيلا
استطراديا مثل الاستشراق . إن الوحدة في المجموعة الكبيرة من النصوص التي أقوم بتحليلها - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 92-93
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22422 (3 views)