شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 255)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 92-93 (ص 255)
المحتوى
6ه؟
ترجع جزئياً إلى حقيقة كون النص الواحد منها يشير إلى الآخر في كثير من الأحيان :
فالاستشراق قبل كل شيء هو نظام للاتيان على ذكر الاعمال والمؤلفين والاستشهاد بهم . وكتاب
ادوارد وليم لين عن « عادات وتقاليد المصريين المحدثين » قد قرأه واستشهد به اشخاص
متفرقون مثل نرفال وفلوبير وريتشارد بورتن . كان ثقة في الموضوع واستخدام هذه الثقة كان
أمرا إلزاميا لأي شخص يكتب عن الشرق أو يفكر به » وليس مجرد مصر . عندما يقتبس نرفال
فقرات بنصها الحرف من « عادات وتقاليد المصريين المحدثين » فانه يتوخى الاستفادة من ثقة
لين في الموضوع لكي تساعده على وصف المشاهد القروية في سوريا ولبس في مصر » إن الثقة
المسيغة على لين والفرص المتاحة أمام الاستشهاد بكتابه على نحو مميز كما بدون تمييز كانت
هناك لأن الاستشراق كان في استطاعته ان يمنح تصه ذلك النوع من التداول والرواج التوزيعي
الذي اكتسبه . بيد أنه لا توجد طريقة لفهم الرواج الذي لقيهلين دون ان نفهم أيضا الخصائص
المميزة لنصه . هذا يصدق أيضأا على رينان وساسي ولامارتين وشليغل ومجموعة من الكتاب
النافذين الآخرين . ويعتقد فوكى بأن النص الفردي أو المؤلف بمفرده على العموم لا يعتد به إلا
قليلا جدأ . بينما أجد أنا ‎٠‏ على الصعيد التجريبي ؛ بأن هذا الأمرليس كذلك بالنسبة لقضية
الاستشراق ( وريما ليس في مكان آخر ) . وبناء على ذلك فان تحليلاتي تستخدم قراءات
متقارية من النصوص وهدفها الكشف عن الجدلية القائمة بين النص المفرد أي الكاتب بمفرده
وبين التشكيل الجماعي المعقد الذي يؤلف عمله اسهاما فيه .
بيد أن هذا الكتاب بالرغم من اشتماله على انتقاء مسهب من الكتاب لا يزال بعيدا عن
كونه تاريخا كاملا للاستشراق أى رواية عامة لمسيرته . إنني أعي هذا النقص تمام الوعي .
فالنسيج السميك لمقالة الاستشراق قد بقي على قيد الحياة ومارس عمله الوظيفي في المجتمع
الغربي بسبب ثرائه وغناه : وجل ما قمت به هى وصف أجزاء من ذلك النسيج في لحظات ‎٠‏
‏معينة ؛ والاكتفاء بمجرد الايحاء بوجود كل أكبر من الأجزاء » مفصل ومثير للاهتمام تحتشد
فيه صور ونصوص وأحداث فاتنة . ولقد عزيث نقسي بالاعتقاد أن هذا الكتاب هى القسط الأول
من سلسلة متتابعة » وأمل انه يوجد هناك علماء وثقاد ممن يريدون كتابة دراسات أأخرى
غيره . لكن هناك مقالة عامة ما زالت تحتاج إلى من يكتبها عن الامبريالية والثقافة . ومن شأن
الدراسات الأخزى أن تتعمق في تقصي الصلة بين الاستشراق وعلم التربية » أى في دراسة
الاستشراق الهولندي والايطالي والألماني والسويرسري . أو في تناول الدينامية القائمة بين
البحث العلمي والكتابة المتخيلة ؛ أى في رصد العلاقة بين الأفكار الادارية والنظام الانضباطي
الفكري . وربما كانت المهمة التي تستاثر بالجانب الأكبر من الأهمية إزاء كافة المهمات هي
القيام بدراسات عن البدائل المعاصرة للاستشراق , والتساؤل كيف يستطيع المرء أن يدرس
حضارات وشعوب. اخرى من منظور يسترشد بمبادى' الحرية أي لا يعتمد الكبث ويتجنب
التحوير والتلاعب . لكن يترتب على الباحث عند ذاك أن يعيد التفكير في المشكلة المعقدة
بكاملها ؛ مشكلة المعرفة والقوة . هذه كلها مهمات يجري تركها ناقصة على نحو محرج في هذه
الدراسة .
أما الملاحظة الأخيرة حول الطريقة والتي أريد ابداءها هنا وريما كانت ملاحظة
تنطوي على اطراء ذاتي ‏ فهي أنني قد كتبت هذه الدراسة وفي ذهني عدد من جماهير القراء .
تاريخ
يوليو ١٩٧٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36175 (2 views)