شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 75)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 75)
- المحتوى
-
7
1
النظر الى الحركة والى الاشياء يحول جثة غسان كنفاني الى قاعدة لاغتيال الكتابة ٠
وهي » بذلك »© تجرد كاتبنا الكبير من اية قيمة خلاقة عدا الموت . ١
وهنالك » هنالك من يعطي الكتابة قدسية الانفصال » وشرعية الطلاق عن المغامرة؛
والاحتيال على الحياة والخطر . هنالك من يعتبر الكتابه غاية في حد ذاتها .
ولكن غسان كنفاني هو كاتب الحياة . كان يكتب لانه يحيا . وكان يحيا لانه يكتب
وبحيي ذاكرة الفلسطيئي لتكون مكان المستقيل ٠. لم يكن الوت هدفةه لانسه لم
لم يكن عاجزا عن الحياة في الكتابة » ولانه م يكن بعيدا عن حركة الشعل الفلسطيئني
الثوري التي تبلور حياتها في الصراع . وكان توحده في الفعل الكتابي © والذي يبلغ حد
التصوف » نوعا من استرداد حياتة في حياة شسعيه وصيافتها في مسرى الحلم العظيم .
وقد اغتاله الإعداء لانه حمل فاعلية الكتابة التي تصنع جيلا سيعثر على اداة التعبير
عن فاعليته في السلاح . ولذلك © فان الدفاع عن غسان كنفاثي > امام اخطاء من لا
يرى فيه غير موته > هو دفاع عن الكتابة وعن الحياة .
ويعرف الكاتب الثوري ان اداة التعبير عن فاعليته الاجتماعية تأخذ شكل الكتابة
الانها تميزه وسلاحه . وليس بوسمع الكتابة ان تحقق اثرها النضالي الا اذا كانت
كتابة ناجحة . فالفن الرديء الذي يروج له الصغار في حياتنا الآن » تحت أي شعار
كان » لا يقل ضررأ عن السلاح الرديء . وقد كان غسسان كنفاني فعالا ومؤثرا باتقانه
. مهنة الكتابة » بخصوصيته الفئية الجميلة » وبطريقة توظيفه هذا الجمال . وليسس
بانقلاب المعادلة . :
لن نلتقي به بعد ... لن نسمع مزيدا من تعليقاته الساخرة على الذين يأتون الى
الكتابة بفضيلة القضية . ولكنه يتتحمنا دائيا بقوة كلماته التي لا تموت . كم كتب
الفلسطينيون وماتوا . ولكن حبرهم كان يجف مع دمهم . كتابته هو قد تكون هي
النادرة الكفي تصلح للقراءة بعد العودة من جنازة كاتبها . وتاريخ تبلور النثثر
الفلسطيئي الجذيد يبدا من غسان كنفاني :. ْ 1
اذا هو .. لاسواه ؟ تلك هي الهدية . ذلك هو النجم . هو الموهوب الذي عرف
كيف يربي موهبته وفي أي نهر يضعها . ْ 0
: لقد تمكن غسان كنفاني من اداء دوره » لان له دورا » ولانه مؤهل » فنيا » للقيام
بهذا الدور . كان نتاج رحلة العذاب الفلسطيني من السقوط المتمثل في وعاء المخيم
حتي الصعود المتمتل في واقعية البندقية ٠ وق عمله الكتابي الذي مارسن من خلاله
حيث هو كاتب ثوري . لم تنتزع هذه الصفة من لحظة الاإستشهاد .
كان يعرف لماذا يكتب وان يكتب . ولكنه كان يعرف ايضا أن قيمة هاتين المسنالتين
مشروطة » لانتاج الفن »© باتقان تطبيق المسألة الاخرى : كيف يكتب .
لم تسلم كقاية غسان من الاتهام حين ارتقى بشكله الكتابي من حالة السكون
الوصفي إلى حالة ارقى وأصعب بتأثير تعقد القضية الثي تحتويه . ولم تسلمى ين
مواجهة هذا السؤال الابدي : من يفهم هذا الاسلوب ؟ لم يكن غسان كنفاني سهلا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 56
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)