شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 76)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 76)
المحتوى
و
كما يبدو لقرائه السطحيين . صحيح انه كرس كل طاقته الخلاقة ونشاطه الاجتماعي
في خدمة قضيته الكيرى . وصحيح أن هذه القضية ؛ بجماهيرها واشكال صراعها م
كانت هاجسه العظيم . ولكن الكتابة » كقضية ؛ كانت ايضا هاجسه . وان التعامل ملع
سؤال مثل « قضية الكتابة » جعله قادرا على التطور الدائم وديا الى هذا الحد ‎“١‏
لم يستطع فسان كنفاني ان يكون مؤثرا وفعالا الا لاته كان كاتبا محترنا ‎٠‏ حتى
ومتوترا كغزال يبشر بزلزال . |
كان ممتلثا بحيوية نادرة في هذا الجيل ‎٠‏ كان مسكونا بكهرباء لا تنضبا . ولم يترك
لنشضاطه الواعي مجالا واحدا للراحة ‎٠‏ لم يقض اجازة لاستعادة قواه بين رواينة
وأخرى ؛ أو عمل وآخر . لم يذهب للامتلاء بالتأمل من أجل تنفيذ عمل كتابي جديد .
كان يجدد وقوده الابداعي بتبذير قواه . كان يتزود بالطاقة تلقائيا » فالذاكرة الجماعية لا
تستنزف . وكأن يستعيد ملّء طاقاته بعمليات تفريغها الدائم . :
هل كان حقا يعر بموته المبكر » فاطلق ينابيعه الى هذه الدرجة من الاسراف ؟ هل
كان هاجس الموت يستدرجه لصب طاقاته في وقت قصير ؟ هل كان استشرافه لهذه
النهاية ‏ البداية دافعا لتناول كل اشكال التعبير من قصة ورواية ومسرحية ودراسة
وبحث ونقد » ليسجل دمه على اصايعنا وذاكرتنا ؟ وهل كان يسيبق الموت "الى الحياة
في الكتابة ؟ ‎٠‏
ربيا ‎٠‏ وربما كان هذا السباق احد اجمل تجليات « الانانية » الخلاقة والتفاني في
وهكذا تتحول إنائية الفنان الى ثهر كريم . 1 1 1
ان الذين عرفوه » عن كثب »© كانوا يعرفون مدى حيويته وقدرته الثمينة علسّى
العمل . وكانوا يعرفون أيضا حرصه المرهق على تحقيق ذاته الفنية . كان يقؤم بكل
الاعمال العامة طيلة النهار ‎٠‏ وني آخر الليل ... في اول الفجر كان يذهب الى كتابته
زم ألخاصة » ؛ الى كتابته الفنية » فلم يكن متاحا له ان يتخصص بشكل علني . كان
يحترف الكتابة سرا . لماذا ؟ لانه فلسطيني . . . بيساطة لانه فلسطيئى .
لم يتل احد أن الفلسطيئيين لا يرحمون أدياءهيم ‎٠‏ سسأقول : ان الفلسطينيين له
يرحمون أدباءهم . ذلك من فرط أيماتهم بفاعلية الأدب الذي قندم لهم ) ومتم 0 تعويضا
عن مهانات » عندما فقدوا كل شيء ولم يملكوا الا كلمات . وذْلْكِ لانه أسستمد هأ
القوة ليؤسس. لهم العلاقة ‎٠‏ نادرا ما يسطو الوطن » كمسا يسطو على ادبا
الفلسطيئيين . ولذلك » يدرك الفلسطينيون »© وبحق »© أئهم هم الذين خلتوا أدباءهم
.. ولذلك ايضا يطالبوثهم دائما بالواطنية المثالية وبالطاعة الفولائية ؛ ولا يسمحري
لهم في ان يكونوا اقل من جنود أو قديسين. . ومن هذه العلاقة الصارية 0 حون
المطائبة التى تشيل كل شسيء يجد الاديب الفلسطيني نفسه «.يسرق »© حرفة الادب
سرا . وفي النهار عليه ان يمارس اشكالا اخرى للتعبير عن التزامه بسلطة الوطن !
تاريخ
أبريل ١٩٧٦
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39477 (2 views)