شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 154)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 56 (ص 154)
- المحتوى
-
1١
الاتراك الى الالمان طالبين منهم العون بعد العام 1845 »4 وصلت العداوة الانكليزية
التركية اوجها » وسهدت تلك الفترة تحولا ملموسا في السياستين البريطانية والتركية »
انتلقت على اثرها بريطانية من موقعها المدافع عن الامبريالية الى موقف جديد : تجهيز
الحملات الاميريالية ٠ اما تركية » فانها شرعت في اقامة الاحلاف . أن هاتين الميزتين
الجديدتين حددتا تطورا جديدا في عهد الامبريالية : انتهاء وتفتيت ما سمي بالتعاضد
الأوروبي *» وكردة فعل لذلك ظهرت على الساحة « سسياسة الاحلاف 4 . فمنذ أن فرع
يسمارك من توحيد المانيه »؛ وخاصة منذ ان فرغ من خلق الحلف الثلاثي مع النمسه ل
هنجارية وايطالية في العام 189/6 4 الى أن تفكك ذلك الحلف في العام 185٠. © كانت
التوى الامبريالية يلغت حدا من معاداة يعضها البعض يوازي العداء الذي كانت تكنه
لها الشعوب الافريقية الاسسيوية الراضخة لتلك القوى . وكلما كانت يلغت احدى
تلك القوى مرحلة اعلى تبعا لتوسعاتها الامبريالية » كانت تنظر بعين القش.ك اكثر الى
منافسسيها . ان هذا الشعور بالخوف المتبادل دفع الى اتباع سياسة الاحلاف » ففرئسه
تحالفنت مع روسيه للوقوف في وجه المانيه » أما النمسه فتحالفت ممع المانيه في وجه
روسسية .
عبر هذه الخلفية التاريخية » التي سلفت » يمكن فهم نشوء الحركة الصهيوئية
كرديف للامبريالية ابان تلك المرحلة . فبالرغم من ١ن الصهيونية منذ ولادتها كانت
طفيلية ( بمعنى أنها بدأت جيبا انشق عن القومية اليهودية الام »ثم كانت بعثة ارسالية
تعمل على تحقيق أهدافها بتغطية من الامبريالية البريطانية > ثم كانت ستار! للامبريالية
الاميركية في الشرق الاوسط بهدف تأمين قاعدة ديمقراطية » في المنطقة ) » الا أن هناك
خاصية واضحة تبرز خلال التطور المذكور : كانت الصهيونية تركز على فلسطين .
والسؤال الذي يطرم نفسه ' لماذا فلسطين بالذات ؟ ان الباعث على ذلك دافع
عقائدي . أن الولادة الرسمية للحركة الصهيونية ذات خصائص دينية شوفيئية تغرب
جذورها في مسقط رأس تلك الحركة : النيسه . أن اليهودية النمساوية عملت
تخمير الافكار الصهيونية التي تبلورت في دولة اليهود 185 ) لهرتسل ( ه ) . في تلك
الحقبة عملت الصهيونية ما في وسعها للتقرب من فلسطين ؛ فعمد اليهود وغيرهم الى
تأييد منظمة ( محبي صهيون » الروسية ( /ا !48 18119 ) © ولجأ المتعصبون منهم
وحفظة التورآة الى رسم جميع أنواع الخطط الدينية الارسالية باتجاه فلسطين »© وكان
هرتسل هو من اعطى الحركة الصهيونية برنامجا سسياسيا متكاملا ومن هنا تجلت في
كتاباته شوفينية دينية ؛ كما أتيع اسسلوبا اوروبيا في الكتابة والتفكير وذلك لاستدرار
عطف الاوروديين ٠أن مقولات هرتسل تركّت ائرا وأنطباعا حسسئين في ذهن تشساميرلين»
بالرغم من أن الاخير ينظر الى الصهيونية نظرة انسانية » رأى تشسامبرلين ان الوقت
مؤات كي تعمل الديبلوماسية البريطانية على دعم الحركة الصهيونية لان ذلك يؤدى
الى التعاطف اليهودي العالمى مع بريطائيه . ليس هذا فحسب » بل إن بريطائيه عندئة
سوف تضمن وجود الرأسمال والاستيطان اليهوديين لتنمية وتطوير ما سيكون بالنسية
لها « اراض بريطائية » » ٠ وبالنظر مستقيليا « فان مستعمرة يهودية تقام في سيناء »
لسوف تساعد كثيرا على امتداد النفوذ البريطائي الى كل اتحاء فلسطين » وبانتظار
الفرصة السائحة حين تتفكك أواصر الامبراطورية العثمانية » (5) . وهكذا » يتضم
جليا ان الامبريالية اليريطانية قد بدأت تفكر بجدية لاقامة منطقة نفوذ تابعة لها فسى
الشمرق الادثى ؛ عبر راس حرية الديانة آليهودية » اذا » فالامبريالية البريطائية أوجدت
اخيرا لحاجاتها الاقتصادية ميررا عقائديا يدفعها لاستعمار فلسطين ؛ والفكرة بدات
تختمر منذ العام “.5 أ . كان البريطانيون يعرفقون تماما أن الحركة الصهيونية تفتقر
الى ألتنظيم وان القومية العالمية صلبة الى حد لا يسمح لحركتهم بالظهور ما لم ترتكز - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 56
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٦
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)