شؤون فلسطينية : عدد 66 (ص 129)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 66 (ص 129)
- المحتوى
-
لكان
أمسكت بيدها ٠ كانت تطير في الساحة , وانا احبها ٠ لكن جسدي يؤلني ٠
والاشياء تنمى ا لا تنم , لكن المسألة اكثر تعقيدا كما احب أن اؤكد دائما ,
حتى لا-اتورط في-مىاقفت-لا-اريدها او حتى- انوت مملتثنا- الى سورتي-المعلقة - -
على الحائط ٠ انه يشبه الاخطبوط ٠ ملك دون ريش » وجهه صغير جدا »اطراقه
تنمى وتلتف حول المسلة المصرية كي تمسك براسي وتسحقه؛ لكنني اهرب٠ اركض
وسط الساحة » الساحة محاطة بسور طويل وسميك ٠ لا استطيع ان افعل شيئا *
اريد سكينا كي اقطع الاطراف السوداء ٠ انا في الزاوية ويدي تمسك نمسلا
حادا ٠ والدماء حول راسي مثل تاج لا اريد ان اخلعه ٠ انا هى الملك الحقيقي
قلت لها ٠ لكنها لا تفهم ٠ لماذا هذه المراة لا تفهم ؟ ولماذا هذا السور ؟ ولماذآا
هذا اللك الآخر ؟*٠
ا عاد عار
بدا المطر الذي يبلل راسي وثيابي يجف ٠ وهذا الرجل العنيد لا يزال يسك
بيدي » ولا يسمح لي بالخروج من هذا الدهليز ٠ فبرجيس نهرا رجل عنيد ٠ لذلك
تفوح رائحة الخس من فمه وتدفعني الى حافة اليأس من هذه الحياة ٠ فانا رغم
كل شيء مستعد ان اقتنع ٠ استطيع ان اقتنع بان جميع المدن تتشابه » وبأن
الساحات تتشابه ايضا ٠ لكنني لا استطيع ان اقتنع بان النساء تتشابه ٠فالمسالة
اكثر تعقيدا وتحتاج الى مراجعة شاملة ٠ ونحن حين كنا نهدم بيروت . كنا
نعتقد بائنا هدمناها ٠ نركض بين الساحات التي تخربت والبنايات التي انارت
اى التي هي على وشك الانهيار ونقتنع باننا دمرنا المدينة ٠ اخيرا دمرنا المدينة
لكن حين قالوا بان الحرب انتهت ونشرو! صور الدمار الهائل الذي حل ببيروت؛
اكتشتنا اننا لم ندمرها ٠ احدثنا بعض الفجوات في حائطها لكنها لم تدمر ٠ وان
القضية ربما احتاجت الى حروب جديدة ٠ لكن جميع المدن تتشابه وانا مقتنع ٠
غير اني لم اكن اعرف مأذا يقيمون الساحات وسط المدن ٠ من اجل الهواء قال
ابي ٠ حتى لا تأكل البيوت بعضها وينبت الفطر على وجوه الاطفال ٠ لكن جمال
باشا له رأي آخر ٠ وربما كان على حق ٠ اذكر انه بعد احداث 1108 اعتقلوا
رجلا اسمه التكميل والبسوه كل انواع الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب
الاهلية ٠ ثم قالىا له بان يصطنع الجنون ٠ فنبتت لحيته واصبح يجلس فيالسجن
ويروي انه الله ؛ ويبعث برسائل الى رئيس الجمهورية مبشرا بدينه الجديد
ومعلنا براءته من الجرائم التي نسبت اليه ٠ وكان مقنعا ٠ ومن الواضح ان
المحامي الذي اقنعه با يصبح مجنونا هى الذي كان يكتب هذه الرسائل التبشيرية
الجميلة ٠ لكن الامور لم تسر في الخط المرسوم لها ٠ كان لا بد من اقناع الحبال»
والحبال لا تقتنع بسهولة ٠ لذلك شنقوه ٠ امام المشنقة لم يعد التكميل مجنونا ٠
اعترف واستغفر ٠ لست المجرم الوحيد قال ٠ فالمجرم الحقيقي لا يزال في بيتسه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 66
- تاريخ
- مايو ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39437 (2 views)