شؤون فلسطينية : عدد 67 (ص 108)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 67 (ص 108)
- المحتوى
-
« البراري ٠ وديان . وسهول : اعشاب ؛ زهور . طيور ؛ اعشاش ٠ قصاء٠
مساء ٠ ضباب ٠ للبراري قاموسها ومفرداتها وحروفها الهجائية ٠ وقلعمة
ارنون شامخة وعالية ؛» ومن خلال الضباب تبدى عابقة بالتاريخ والاسرار ٠
هل حقا بناها صلاح الدين . وهل مر رجاله عير هذه البراري 1 اكاد في
الليالي التي يتوقف فيها القصف اسمع صهيل جيادهم ٠ وعندما تهب الرياح
الشرسة , اشم رائحة ذكرياتهم التي زرعوها في هذه البقاع مثلما كانوا
يزرعون الورود في شعر حبيباتهم » والكلمات في تفاعيل قصائدهم » ٠
وخارج نوبته » يبدا المتطوع في تنظيف سلاحه » ثم يضع حبة في بيت النار
ويصوب ف الفراغ ٠ يطير رف من العصافير » وتخرج سلحفاة تحمل على الظهر
صدفتهاء وتمشوببطء ٠ تغيب الشمس فجأة خلف غيومرقيقة * تبدارحلة الضباب»٠
يطفح الوادي باليخار المتحرك٠ يتساقط الرذاذ٠ تخفي السلحفاة رأسها؛ ويسكن
الجسد » وتبقى الصدفة عارية ٠ يفتح المتطوع علبة سردين وياكل على عجل »
يلقي بالعلبة الفارغة ٠ يقول يوسف الذي يحلم بركوب الطائرات ورؤية روما ٠٠
ب لماذا يخافون منا في المطارات ايها المتطوع ؟
لاننا نخطف الطائرات ٠
هل انث ضد خطف الطائرات ؟
ب اجل ٠
ا لماذا ؟
لانني ضد الارهاب والعمليات الخارجية ٠
ماذا يعني ضد الارهاب والعمليات الخارجية !
بدا المتطوع يشرح ١ ويشيس باصابعه ويديه ٠ وينفعل , وتتغير تقاطيع
وجهه ٠٠ وعند اشجار الصنوبر كان ابى اروى يجمع الحطب الجاف ٠ وعلي
الذياب . يحمل البارودة على كتفه , ويذهب الى عين الماء التي تبعد كيلومترين
ليغتسل ويغسل ثيابه ٠ توقف المتطوع عن الحديث فجاأة ٠
ونظر يوسف بدهشة الى الطريق ٠ وقال : ها هى سعيد ٠ قد جاء اخيرا ٠
سعيد ٠٠ سعيد ابى جاير ٠
كان يمشي متمهلا ٠ يلف نفسه بفروة من الصوف , ويحمل عصا يتوكسا
عليها ٠ لحيته كثة ٠ يشبه حارس الغايات الذي يعيش في الخلاء ٠. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 67
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)