شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 118)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 63-64 (ص 118)
المحتوى
لفلذلا
«أن سلبية المرأة لميست صفة طبيعية في المرأة » ولكنها صفة غير طبيعية نتجت عن ضغوط
المجتمع وكبته لنموها , وكذلك ايضا جميع الصفات الاخرى التي الصقها المجتمع بالمراة
والانوثة , كلها صفات غير طبيعية دخيلة على طبيعة المراة السوية » وتؤكد هنا قسول
سيمون ديبوفوان ذان صفات الانوثة نتاج صناعي لموضع المراة السفلي في المجتمع» (14)
وتؤكد مرغريت ميد » السدور الاساسي الذي تلعبه الشروط الاجتماعية في تكوين
سلوكية الفرد » اي فرد » ذكرا كان ام انثى ؛ فعي دراسة اجرتها لعدد مين المجتمعسات
البدائية » خلصت الى نتيجة ضمنتها كتابها » «الاعراف والجنس في اوقيانوسياء جاء فيها
‎٠‏ اننا مضطرون الى الاستنتاج بان الطبيعة البشرية غابلة بير عظيم للمجن والتغريسر
وخاضعة بامانة للاوامر الصادرة اليها من الهيئة الاجتماعية ‎٠‏ واذا كان فردان اثنان
ينتمي كل منهما المى حضارة مختلفة لا يتشابهان فيما بينهما » فهذا يرجع الى انهما تحرضا
الى شروط مختلفة ولا سيما في سنيهما الاولى ‎٠‏ والحال ان المجتمع هى الذي يقسرر
طبيعة هذه الشروط ' وتكوين شخصية كل جنس. خاضع هيو الاخر لهذه القاعدة ‏ فييذه
الشخصية هي من صنع مجتمع حريص على ان يكون كل جيل مذكر كان ام مؤنثا » مطابقا
النمط الذي فرضه عليه هذا المجتمع » ‎٠ )١١(‏ فمثلا الفندرة , والتي هي صفة من صفات
الانوثة كما هى سائد في مجتمعاتنا » هي لدى المشعوب البدائية ( ولدى الحيوانات العليا )
متوفرة في الذكر اكثر من الانثى » ‎)١١(‏ مما يدل على أن المجتمع هو الذي سهيبل
وجودها لدى المراة » فالرجل الذي استعبد المراة » وجعلها متاعا لارضاء شهواته , يشجع
هذه الظواهس كدى المراة وينميها خدمة له ولتعته ‎٠‏ وبهذا الخصوص تقول د ‎٠‏ سعداوي
« ان افراغ المراة من مسؤوليتها افراغ لشخصيتها من لب الانسان وجوهره وتميزه عن
سائر المخلوقات ‎٠‏ وبهذا الافراغ للم يعد للمرأة الا قشرتها الخارجية الظاهرة امام الاعين,
ولميعد امامها ألا ان تنشغل بهذا الخلاف الجسدي ؛ فبي تدلكه » وهي تنعمه , وهي تزيل
الشعر من فوقه كلما نماءوهي تعريه تارة» وتخفيه تارة»رهي تنفق عليدكل ما يقع تحث يدها
من مال»وكل ها تجد عندها من وقت.ويؤكد المجتمع من حولها هذه الحقيقة» ‎)١17(‏ فالمراة
تخاف من الشيخوخة لانها تعلم أن الرجل يجذبه الشباب والفتنة الجسدية » ومن هنا كان
جهدها المدائم المذي يستغرق كل تفكيرها لكي تكون مشتهاة ‎٠‏ صحيح ‎«١‏ ان الحاجة الى
التائق والتجمل حاجة طبيعية لدى الانسان » ولكن في الظروف الراهنة لمجتمعاتنا تبشل
هذه الحاجة شكلا خطيرا من اشكال استلاب المرأة وتحويلها عن المنشاطات المتي يمكن ان
توفر لها تلبية اعمق واكثر دواما » ‎٠‏ (م١)‏
أن استلاب المرأة وعزلها عن المجتمع وعن التفاعل بمحيطها الواسع ‎٠‏ عوامل اثرت على
قدرة المرأة ونمى ذكائها » ويقول سلامة موسى مخاطبا المراة : « ان المرجال يتهمونك بانك
غير ذكية» غير شجاغة » غير سخية؛ غير بصيرة » لم تتفوقي في الاختراع اى الاكتشاف,
ولم تبرزي في العلوم اى المقنون » وكل هذه التهم صحيحة » ولكنها صحيحة لانك تمضين
حياتك محبوسة بين اربعة جدران في البيث » ولي قدر لنا نحن الرجال ان نحبس كذلك في
البيت » لكنا في هذه الحال التي تتهمين انت بها ‎٠‏ ذلك ان الذكاء والشجاعة والسخاء
والتبصر والاختراع والاكتشاف , كل هذه الاشياء هي بعض النشاط الاجتماعي الذي
يدعونا اليه المجتمع » ويبعث فينا حين نختلط به ونتفاعل معه؛ تلك العواطف التي تحثنا
على النشاط المذهني او الجسمي ‎٠٠٠‏ انما يتربى الذكاء والفهم والعبقرية بالاشتباكسات
الاجتماعية ومصادمة المشكلات في المجتمع ومحاولة حلها , ولا ذكاء ولا عبقرية لانسان
تاريخ
فبراير ١٩٧٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7283 (4 views)