شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 96)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 96)
- المحتوى
-
فرصة سانحة لينهال على المانيا الدمقراطية ©
حكومة وصحافة © بالتقريع والتجريح لانها جرؤت
على مهاجمة الحكومة الاسراثيلية ٠ وتناسى السنير
أن النازيين القدامى يجلسون على مقاعد الحكم
في المانيا الغربية وليس في الشرقية ؛ وان العقاب
على معاداة السامية هو لا اقل منه صرامة في برلين
الشرتية مما هو في بون ٠
ما هو موقفا الششعب الالماني من اليهود ؛ انسه
عموما يكرههم ©» ليس فقط لان هتلر علمه ذلك »
ولكن لانه لا زال يذكر ( ولو أنه لا يوجد من يجرؤ
على كتابة ذلك ) سيول اليهود المهاجرين الذين
تدفقوا من يولوئيا وشيكوسلوناكيا وروسيا ودول
البلطيق على بلاده في اعتاب الحرب العامية
الاولى ؛ عندما استغل الالاف من هؤلاء المهاجرين
المعدمين انهيار المانيا الاقتصادي ليكونوا الثروات
السريعة في السوق السوداء قبل هجرتهم النهائية
الى الولايات المتحدة وكندا . ان حرب حزيران
لم تنس الالمان كراهيتهم التقليدية لليهود » ولكن
الانتصار الاسرائيلي أدى الى مزج هذه الكراهية
بالاحترام والتقدير . غالاداء المعسكري الجيد لقوم
لم تعرف فيهم الروح العسكرية من قبل © انتزع
الاعجاب من الشسعب الالماني العريق في العسكرية)
والمحروم من التباهي بامجاده الحربية بأمر من
الحلناء . ولذا كانت الصدف الالمائية اول من
عمد موشني ديان ثعلبا جديدا للصحراء وخليفسة
جديرا للماريشال رومل ٠
أما بالنسبة للطرف المغلوب والمظلوم » فطبول
الحرب المتدسة التي طالما اخافت اوربا في الترون
الوسطى © وظل هداها يقرع في عمقل الاوربي
الباطن ©» هذه الطبول تلاثمى وقعها وسط موجة
الضحك والاستوزاء التي وجدت في العرب هدفا
لها اثر هزيمتهم ٠ أن العرب والمسلبين هما لفظان
مترادفان بالنسبة للاوربي © وبقدر ما يتعلق الامر
به » غان حرب حزيران لم تكن مجرد محاولة عربية
مشروعة لتحرير ارض مغتصبة » أو على الاقل لصد
عدوان سافر © وائيا كانت اتدحارا منكرا لاخر
حملة جهاد غير مقدس شنه الاسلام على الحضارة
الغربية كما هي متملة في اسرائيل © تلك القاعدة
الامامية للدمقراطية والحرية ! والبارادوكس هنا
هو أن الغرب الذي كثيرا ما اتهم العرب والشرقيين
عامة بالاغراق في الغيبيات » وبالتعصب الديني
والطائني © هذا الغرب هو الذي يبحث اليسوم
4
محموما في القرآن والحديث النبوي والتسسراث
الاسلامي عن آية أو عبارة ليفسر بها على هواه
خصلة في خلق العربي تبدو له سيئة » او اجراء
سياسيا اتخذته حكومة عربية ولم يصادف قبول
الغرب . واصبحت الصحيفة الالمانية تست
باستاذ اللاهوت او التاريخ في احدى الجامعاث
لينسر لقرائها حركة المقاومة الفلسطينية من خلال
الاطار الديني التقليدي للمسلمين .
ويذكرنا هذا الموقف بنادرة من نوادر الهير كويئر
التي ألنها الشاعر والدرامي الالماني بيرت بريخت»
ليفسر بها خلسفته في الحياة © باعتبار أن كو,
يرمز له . يسأل احدهم الهير كويئر : ماذا تفمل
عندما تحب شخصا ؟ فيجيب كويئر ؛ اني اعيل
رسسما له وإاحرص على ان يششبهه . فيعود الاول
ليسأل : من تعني ؟ الرسم ؟ يرد الهير كويئر 6 -
لا » الشخص . ان العنوان الذي وضعه بريخت
لهذه النادرة القصيرة الحكيمة هو ؛ عندما يحب
الهير كوينر . اذا قلبنا هذا المئوان الى ؛ عند
تكره الصحافة الالمانية » لوجدنا ان هذه الصحافة
كانت حريصة دائبا على ان يكون الشمب العربي
شبيها بالصورة التي رسمتها له ؛ وليس العكس:
ثم يجب ألا تغرب عن بالنا حقيتة بسيطة ؛ وهي
أن عدم وقوع ارض عربية تحت السيطرة الالمائية
في التاريخ الحديث © جعلت البلاد العربية غريبة عن
الالمان . غالصحف اللمانية لم تكن يوما ذات الام
واحاطة بالمنطقة بنفس درجة الصحف البريطائية او
الفرنسية © او حتى الامريكية ٠ فالى آخر يوم من
حياة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود»؛ كانت
الصحف الالمانية تطلق عليه اسم ابن سيعود ©» مع
إن ذلك هو لقب ابيه ©» وهذ! هو مجرد خطأ من
اخطاء لا تحصى تقع فيها الصحف الالمانية عند
التحدث عن العرب .
في اليداية استقيلت الصحف الالمانية يروز حركة
المقاومة النلسطيئية بعد حرب خزيران »؛ بعاصنة
من التهكم والتشنيع . ولما كان الالماني هو بصورة
عامة » عكس الفرنسي او الالكليزي » بطليم
البديهة © وثقيل الروح#ة» وسذريته تفتتر الى
الخفة والرشفاقة التي تجعل من السخرية في ارقى
صورها فنا رفيعا يستدر في بعض الاحيان حتى
بد في الادب الالماني الكلاسيكي كله لا توجد اكثر
من حفنة مسرحيات كوميدية ٠. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 6
- تاريخ
- يناير ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed