شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 168)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 168)
- المحتوى
-
العيانية للنزوح »© الرغية الحالمة في صيافة عالم
ملون ومزخرف ؛ الندائيون و« الوعد » النلسطيتي
الجديد .
الأطفال والحرب : هندما بدا اطفال البتعسة
يرسمون هذه الرسوم كان قد مر على حرب حزيران
خمسة هقر شهرا © وعلى معركة الكرامة خمسة
شهور ٠ غير أن العمليات العسكرية لم تتوقف منذ
ذلك الحين ٠ وقد بدا واضحا مسن الرسوم ان
موضوع الحرب يسيطر على الاطفسال بصورة
اجمالية » وهو أمر لا يفسح المجسال الا لتفسير
واحد » وهو خضوعهم جميما لممائاة الحرب » على
نحو متعب وملح © جعلهم على هذا القدر من
الحساسية تجاهها ؛ وصبغ رؤيتهم للاشياء بمنظار
المأساة التي عاشوها . كمن الظواهر الملحوظة في
رسوم اطفال النازحين ؛ ظاهرة التضخم الانفعالي»
وبروز نفسية جماعية على قدر كبير من الحساسية
والارهاف تجاه ظروف الحرب الاخيرة ٠ ان سيطرة
الرؤيا المتشائمة ؛ الحذرة والمتوجسة من العدوان
الذي ينطوي عليه العالم © ليست مجرد ظاهرة
جائبية © وانما هي ملحة الحاحا حاد! » حيث يعبر
عن ذلك « التضساد » بين موضوعات الرسوم
الواحدة . إن هذا التضاد يشكل بنية مأساوية
وجدت مداها الطبيعي في نطاق هذه الرسوم (وردة
مورقة + وطائرة معادية تعلوها © خيمة منغفردة
كعصنور منكمش على نفسه وطائرة حربية تحلق من
غوقها 4 سيارة اتوبيس وطائرة معادية تستط
قنابلها حولها ) ثم رسوم اخرى منقوشة بالمتناتقضات
التي لا يستقيم فهمها الا ضمن الاطار الموضوعي
لمعاناة هؤلام الاطفال © رسوم تجد بها متسعا
للسيارات والبيوت والاشجار والطائرات والاسلحة
والرايات وثمار التفاح منزوية او مبعثرة في انحاء
الورقة . صورة اخرى لمجموعة من النساء +
احداهن تحمل طفلها ثم طائرات تلقي بكرات مدمرة
حولون ٠ ان معذلم الاطغال يجسدون المقولة الدارجة
لمأساتهم المعاشة © فما من شيء يمكن أن يبقى
سساكنا سالما » كلما وجد بيت مظلل بخضرة الشجر
( التي يحسسن الاطفال زخرفتها ) كان لا بد مسن
طائرة تحلق وترمي شيئا من اسلحتها المدمرة »
والتي يعرفها الاطفال مسن تجربة محسوسة او
سمعوا عنها مرارا ٠
لقد أصبح احساسهم بالعدوان وبالخطر مرهفا الى
حد كبر 2 كما أصبحت قدرتهم على التعبير عن
1678
هذا الحس منذرة بتشاؤم مطبسوع اثر الحرب
فرسومهم قادرة على اعطاء هذه الاشكال بصو
اكثر أيجازا وتعبيرا من بقية الاطفال ؛ لسبب بسيط
هو أنهم قد خبروها اكثر من غيرهم ٠ أن الطائرا.
التي تتخذ شكل الخنانيش. المرعبة © الهليكو,
السوداء ذات الشكل الانقضامي المتوحق
السماء المظلمة المنيئة بأعتى الشرور © كأنها شب
منكبوت ضخم » والبيوت المتوحدة التي توحي
بالحمائم الوادعمة ©» كل هذه « الاششكال » كاز
تعبر عن مواقف محسوسة من الاشكال الاول
فيجري تعاملهم مع هذه الاشكال » وكانها كائنا
حية واعية © فلا غرابة ان نلمس في تعاملهم مع
« اشكال » الطائرات ل التي يفترض أنها مثير
لخيال الا ؛ ومدعاة لاسترسال حسهم الجمالي
ولحبهم وتوقهم للتحليق س موقفا عدائيا من الناحية
التشكيلية » حيث تبدو كاجسام شيطانية شرير
وهم بذلك ينسجمون مع ادراكهم الموضوعي للدر
الذي لعبته الطائرات في القتل والدمار والتشرد
الذي ألحق بهم .
وكما بدأ » فان اطفال المخيم قد خاضوا تجارب
مبكرة جدا وقاسية جدا يما لا يتئناسب مع سنهم
الغضة © فجميعهم قد عانوا من حرب حزيران بشكل
او بآخر ؛ ففلورت في اعمالهم تذكرات عن نزول
الهليكوبتر في الكرامة © المشاهدة العيانية لسقوط
طائرة ؛ المسير ضمن قوائل النزوح © الكمون في
المغارات والكهوف خوفا من النابالم »؛ رسوم اشبه
« بالخرائط تروي قصة الخروج من الارض ل
الوطن »2 وذكريات مرعية عن الموت والاحششاء
البارزة ؛ وتيه الصغار والعطش وحريق العربات
على جنبات الطريق .. الخ.
على ان هذه الرسوم لا تكتفي بالتجسيد الساكن
لما حدث » اي انهم ليسيو! روأة محايدين .» اذ نجد
أنهم قالبا ما يخرجون من نطاق السرد والوصف
للمعاناة والمعايشة والذكرى الى نطساق اعطا
المواقفب والامئنيات © والتدخل « الصريح 6 ضمن
وسائلهم الخاصة »؛ فيسخرون قدرتهم السحرية في
أصطياد جئثود الاعداء بأساليب مناسسبة» ويكرسود
لصالح الرمز الجديد للانتصار » للقدائي الذي بد
وكأنه معادل موضوعي في هذا الصراع الراجح منذ
أمد بعيد لصالح العدو ٠. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 6
- تاريخ
- يناير ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39476 (2 views)