شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 25)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 25)
المحتوى
سبق ان استعرنا من اجل وصفه تعبير دبلوماسية البنج بونج او الدبلوماسية الشعبية .
ان استذكار الامثلة التي اوردناها في مطلع هذه المقالة بدءا من « فتح الجسور » وانتهاء
« بالانتخابات البلدية » مقروءة في ضوء البرامج والمذكرات والدراسات المشار اليها آنفا
هي مؤشرات كافية على صحة ما نقول مع الاخذ بعين الاعتبار عشرات المستعمرات شسبه
العسكرية التي جرت اقامتها على طول الضفة الغربية من نهر الاردن وفي اماكن اخرى
عديدة من الضفة الغربية وقطاع غزة بدعوى ضرورتها لحاجات الامن .
الاميركي الناجم عن استمرار الحرب الفيتنامية والمازق السياسي الذي كانت تعيشه
الولايات المتحدة محليا ودوليا نتيجة تورطها في تلك الحرب ؛ فان دبلوماسية
اسرائيل الممائلة تتميز باستفلال الوضع النفسي للفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها
وللمازق السياسي الذي تعيشه الانظمة العربية المعنية محليا وعربيا ودوليا بسبب النتائج
التي تمخض عنها العدوان الاسرائيلي سنة 1457 »© والتي تتحمل الجزء الاكبر من
ملستولياتها :
ان استغلال اسرائيل للوضع النفسي لعرب المناطق المحتلة والمأزق السياسي الذي تعيشه
الحكومات العربية يتجسد مثلا في جميع الاجراءات السابق ذكرها . ونكتفي هنا بالاششارة
الى أثلاثة امنيا :
المثل الاول : سياسة الجسور المفتوحة : لقد تركتها اسرائيل مفتوحة منذ البداية ثم
تشددت في وضع القيود على الحركة عبرها بازدياد شدة المقاومة الفلسطينية . ثم اخذت
في التخفيف منها بشكل بارز بعد احداث تموز 1171 في الاردن . وهكذا يرتاح نفسيا لهذا
لانهم يرون فيها خطوة نحو التخفيف من متاعبهم وآلامهم الشخصية والعائلية ووسيلة
تسهل عليهم وعلى اقاربهم واصدقائهم الالتقاء والاتصال ‎٠‏ وهم اجمالا 4 وبسبب تلك
الظروف الخاصة التي يعيشونها منذ حرب 115717 » لا يرون في تخفيف الاجراءات عبر
الجسور اكثر من هذأ لانها لم تغلق ابدا .
ومن ناحية اخرى » وبسبب المأزق السياسي الذي يجد النظام الاردني نفسه فيه منذ حرب
7 فانه لن يكون قادرا » ان اراد » على التقسديد من القيود المفروضة على الانتقال
عبر الجسور . فاذا تسدد منها تضاعفت الشسكوك والاتهامات ضده لدى المواطنين غربي
النهر » وان تماشي معها خدم الاهداف الاسرائيلية » ششساء 'م أبى » أكثر فأكثر . ذلك ان
سياسة فتح الجسور هي نفسها التي يرى فيها قادة اسرائيل ومفكروها خطوة كبيرة نحو
السلام الاسرائيلي الذي يريدون فرضه على العرب . ويقول بافلي في ذلك : « عندما تكون
الحدود مغلقة لا يكون هناك سلام » . وان سياسة الجسور المفتوحة « تحمل في طياتها
ما هو أكثر من العوامل الانسانية أو الاقتصادية . ذلك أن التعايثش الحقيقي» وفي النهاية
السلام » يمكن فقط ان يتحقق عندما تكون شعوب الاقطار المعنية مطلقة الحرية في
الانتقال وممارسة التجارة والتجول في البلاد المتجاورة . وهذا ما حققه الاسرائيليون » .
ومحصلة هذا الكلام هو ما تردد كثيرا في تصريحات ومقالات صحفية اسرائيلية من انه من
غير المعقول ان تغلق الجسور زمن السلم طالما انها ظلت مفتوحة زمن الحرب .
المثل الثاني : العمل العربي داخل اسرائيل : لقد وافق الكثيرون من عمال المناطق المحتلة
على العمل داخل « اسرائيل » لانه لم يكن أمامهم يسبب الاوضاع التي وجدت الضفة
الغربية نفسها فيها نتيجة الحرب والتي لا مجال هنا لشرحها » سوى البقاء او الهجرة
فآثروا البقاء استجابة لنداء الصمود . الا انه كانت لاسرائيل أهداف اخرى من عرض
العمل عليهم وبأجور تزيد بقدر ملحوظ عما اعتادوا تقاضيه في الاعمال الممائلة داخل
"25
تاريخ
أبريل ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 36186 (2 views)