شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 28)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 28)
المحتوى
اسرائيل كيانا فلسطينيا ف ارض فلسطين وهي التي كان هدفها دوما تصفية الشعب
النلسطيني وليس فقط قضيته . ذلك ان الوسيلة الجديدة التي ابتدعتها اسرائيل بعد
117 هي هذا الكيان بذاته وبكل معطياته التي سبق.شرحها . فبالاضافة الى
الانتساماث الشديدة التي تتوقع اسرائيل قيامها بين ابناء هذا الشعب » قبيل قيام هذا
الكيان وفي اعقابه » فان « هونج كونج » أو « اليابان » او بمعنى أصح « البانتوستان »
النلسطينية لن تظل فلسطينية الا للفترة اللازمة لوصول العدد الكاني من المهاجرين
اليهود الحدد الذين سوف يتولون تباعا اسستلام الاعمال التي يتوم بها عرب المناطق المحتلة
حاليا والذين سوف يقومون تباعا بالاقامة في بيوتهم واراضيهم بعد هجرتهم منها هجرة
طوعية هذه المرة وبحثا عن لقمة العيش ششرقي النهر وما هو الى الشرق منه او غربي
الساحل وما هو الى الغرب منه .
تلك هي الاهداف النهائية لاسرائيل . وهي التي تخدم مبرر وجودها : اي ان تكون دولة
يهودية تتسسع للملايين الخمسة عشر من اليهود الذين لا يزالون يقيمون في « المهجر » ان
رغبوا جميعا في الهجرة اليها وذلك في نطاق اقليمييطابق ما امكن حدود الدولة الاسرائيلية
الحلم التي سوف يستمر تطويرها بحيث تصبح الدولة الاقوى اقتصاديا وعسكريا من
خلال تحويل البلاد العربية الى « مجال حيوي ») تستخدم فيه امكاناتها وطاقاتها الانتاجية
والفنية والعلمية » الحالية منها والمستقبلة وبالتالي فرض وجودها على العرب كدولة
قائمة لا تقهر ولا تزول ‎٠‏
ولسوف تنحقق هذه الاهداف اذا استمرت الامة العربية كلها عاجزة حتى عن الحركة أو
ردة الفعل ازاء كل ما تقوم به اسرائيل من جهد في تفرغ كامل ودون توقف من اجل
تحقيقها وخلافا لما يظنه الكثيرون فان اسرائيل بالرغم من هذا التهالك والتسابق العربي
الرسبي للوصول الى تسوية سياسية معها عن طريق أي وسيط فانها عازفة عن عقد
اية تسوية مع اية دولة عربية قبل استفلال ما تراه فرصة ذهبية لحل العقدة الفلسطينية
مرة واحدة والى الابد من خلال الفلسطينيين الذين سقطوا تحت انيابها ضحية التخاذل
استكمال الانتخابات البلدية والاتليمية في الضفة الغربية .
الا انه بالرغم من كل النكسات والهزائم التي نعيش آثارها والمأزق السياسي والقومي
الرهيب الذي يلف الدنيا العربية يبقى زمام المبادرة للخروج من هذا المأزق في يد ابناء
فلسطين . هم وحدهم وبالرغم من كل ما اصابهم » لا يزالون قادرين على الحركة » شرط
ان تتجه هذه الحركة الى الداخل لتجحول قبل كل شيء دون وقوع الكارثة .
في حياة عبدالناصر ألتت الامة العربية المسئولية كلها على أكتافه . وكانت أكبر من أن
يتحملها فقضى ‎٠‏ ووقفت الامة صامتة منذئذ بلا حمراك . وكذلك فعلت عندما بدا ان
الديل هو حركة المقاومة الفلسطينية الى ان حدث لها ما حدث فتحول الصمت الى ما
يشبه الشلل في أجزاء الجسد العربي بأكمله . ولقد حان الوقت لكي تبعث الحياة في هذا
الحسد . أفليس اجدى ان يترك لعوامل الطبيعة وحب البقاء وضرورات المستقبل ان
تفعل فعلها فيه حتى يستقيم وينهض على قدميه ؟
337
تاريخ
أبريل ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39479 (2 views)