شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 49)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 49)
المحتوى
اللازمة والكافية » يتطلب معطيات نفسية ومعنويات هائلة قادرة على تغطية التوازن
المختل بالعوامل الموضوعية . فالصمود أمام الفشل المتكرر وتحمل مآسي المرحلة الاولى
من حرب ليس هنالك من طريق لاستكشاف خصوصيتها الا خوضها والمعاناة والالم 4
ورغم ذلك فان اعضاء الحيثى الشعبي مطلوب منهم ان يبقوا طواعية فيه » كل هذا
لا يمكن ان يتحقق الا بقضية اخلاقية محجسدة تقوم المعركة باسمها ‎٠‏ ان صفة حاملي راية
العدالة وراية القضاء على الفساد والاستغلال والظلم وانهاء كل مظاهر العبودية »
والتي يرفع الجيش الشعبي رايتها هي الخاصة الاستراتيجية التي تلعب دور الصاعق
المفجر لطاقات الشعب والتي تتبلور عبر النضال وتتجمع خلال مرحلة حرب العصابات
لتتحولالى قوى مادية ملموسة يتحسس العدو نموها عبر القوات المحلية والقوات
الممركزة وكأنها بالنسبة له انتشار سرطاني بطيء قاتل حتماء يزداد انتشاره عبر الصراع
بين التناقضين (العدالة والعدوان) . هذا الصراع هو المهمة السياسية التي على الجيششن ,
الشعبي القيام بها وممارستها بالنضال السياسي والنضال المسلح على حد سواء . هذه ‎١‏
‏النقطة تقودنا الى نقطة اساسية هامة تعتبر أمتدادا للامر وتعتبر من العناصر الهامة
لتوفر وحدة التراث بين الامة والجيش وهي العلاقة بين السلاح والانسان ‎٠.‏
؟ ل من الفروق الاساسية التي تميز الجيثى الشعبي عن الجيوششس التقليدية اعتبار
الانسان هو العامل الحاسم والسلاح العامل المهم فقط . بينما يخطط الاستعماريون
وممثلو الطبقة المستغلة على اساس أن السلاح هو الذي يقرر كل شيء امام الجماهير
العزلاء . ان كلمة ( يخطط ) مقصودة . اذ أن الاستعماريين وممثلي الطبقة المستغلة
مقتنعون في اعماقهم بأهمية الاعتماد على عنصر الانسان . الا ان هذه القناعة ضدهم ©
أد ان تطبيقها يعني تساوي السيد والمسود وهو المطلوب الحيلولة دونه . بينما يتمكن
مخططو حرب الششعوب ان يستفيدوا من وضع الانسان في مرتبة العامل الحاسم »
اذ ان تعبئة الجماهير والشعب من خلال حوآفز فكرية وقناعات داخلية أمر ممكن .
ان هذه النظرة للمهم والاهم لها تجسيد في طبيعة تركيب الجيش. الشعبي وني أسس
تتاله . اى أنه لا يعتمد كالجيش التقليدي على التجنيد الاجباري » وهو يجد لكل عمر
المكان المنآسب كما أنه لا يختار ضباطه أعتمادا على الطول(١١)‏ أو الوجاهة او الواسطة
وانما اعتمادا على مؤهلات نضالية . نقطة اخرى مميزة للجيش الشعبي بسبب هذه
النظرة وهي ان النضال في الجيش. الشعبي لا يمكن ان يقوم كما في الجيش التتليدي »
على الاجبار والطاعة » وبالتالي اعتبار الجندي غير مسؤول عن النتائج . ان المناضل
في الجيثى الشعبي لا يمكن ان يناضل ويضحي الا بدافع قناعاته الشسخصية التي لا يد
بالتالي من توفيرها » ومن مناقشسة النتائج للعمليات العسكرية والسياسية من حين لآخر
للمحافظة على قناعاته » والا فانه سيتخلى عن الالتزام حيث لا يتوفر عنصر الاجبار ٍ
ومن هنا كان وجود المفوض السياسي كسلطة عليا آمر لا مفر منه . ان هذه الحوافز يعبر
عنها ماوتسي تونغ بشكل رائع في مقالة الحكومة الائتلافية بقوله : ( السبب في قوة
ل في مصلحة خاصة لافراد معدودين او زمرة ضيقة . فالهدف الوحيد لهذا الجيش هو
الوقوف بثبات الى جانب الشعب وخدمته بكل أمانة واخلاص ) .
عندما يكون الانسان هو العامل الحاسم فان هنالك ثلائة امور تخاض المعارك على
اساسها وهي روح البسالة والقتال الليلي والقتال القريب المدى ( قتال المئتي متر) ‎٠‏
‎١‏ في الجيوش الكلاسيكية لا يجوز ان يقل طول الضابط عن ‎١58‏ سنتمترا لان ذلك يسيء الى وجاهة
الضابط .
‎18
تاريخ
أبريل ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39479 (2 views)