شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 115)
- المحتوى
-
كتاباتهم الادبية ( الشعر هو قضية في حد ذاته ) البيان الشماميري » وان كانوا لم يحققوه
برمته فانهم قد اقتربوا منه بعض الشيء . اما رجال « عين » فلم يحققوا ما اعلنوا عنه.
لقد ارادوا نظريا ان يجندوا الادب من أجل الصراع الاجتماعي ضد العصر » اما من
الناحية العملية » فان كتاباتهم كانت انعكاسا لواقعهم . وبيان المجلة ليس هو الوثيقة
الوحيدة المعبرة عن نواياها الاجتماعية الطيبة . ففي العدد الثاني » الصادر في ؟١ يونيو
0١ »؛ نشر « نسيم ألوني » مقالا بعنوان « الابراج العاجية والمناديل الحريرية » في
الركن الذي يحمل عنوان « جيل وثقافة ما بعد الحرب » . وفي هذا المقال يفضل ألوني
قيم المجتمع على قيم الفن . وتبريره هو انه لم تكتب في خترة الحرب كتابات فنية هامة »
ولكن الادب كان في ذلك الحين جزءا من الحياة . واليوم ( 116١ ) تغيرت الامور
وبصورة خاصة علاقة الادباء بمجتمعهم . وهو يعارض هرب الادباء الى الابراج العاجية:
« نقد أتضح للادباء الشبان » انهم لا يفنكرون على الاطلاق ٠ انهم يعيشون حياتهم في
المقاهي » غير مبالين بالعالم الجديد الذي يتشكل حولهم . ان الادب لا يقوم بدوره
الرئيسي وهو التوجه الى الشعب . » وكان نسيم آلوني بذلك يحمل فوق الهضبة
لواء الادب المجند . وقصته « هجرة اليشمع » ( التي نشرت في « عين » ) ومسرحيته
أقسى من الملك » » ما زالتا تعبران عن المطلب التعليمي والمطلب الاجتماعي . والاراء
التي أدلى بها آلوني في عام 146١ هي آراء ذات اهمية خاصة بالنسبة لهذه المناتشة »
وذلك لان تطوره ككاتب مسرحي وكمفكر يشير الى مفترق الطرق الذي مر به الادب
العبري المعاصر في الخمسينات والستينات اي أنه اذا تأملنا أقوال نسيم الوني في
العدد الخاص عن المسرح الذي أصدرته مجلة « كيشت » ( قوس قزح ) » او اذا تذكرنا
فقط « ملابس الملك » و« الاميرة الامريكية » »© لادركنا الى أي مدى تغيرت الامور . أن
نسسيم ألوني لم يعد يعتبر نفسه مجرد مجند ولا يحصر نفسه في كتابة اعمال بسيطة
ومفهومة لكل انسان . ولكن كل من يقرأ انتاجه المتأخر يجب الا يتجاهل انتاجه السابق. ء
لقد ظل الاحتجاج الاجتماعي في اساس الامر اتجاها اساسيا جدا في انتاجه » ولكنه كار
يكيف احتجاجه مع مشاكل وطرق التعبير العصرية ويعرضه في أردية جديدة .
وكذلك التغيير في العلاتات بين أدب (( حرب 191/8 » وبين « روح العصر » .
ويتجلى التحول الكبير في الجو العام وفي وجهة نظر الجيل الشاب من مسالة العلاقة التي
بين الادب والمجتمع » في بيان مجلة « لكرات » ( نحو .. ) التي جمعت حولها بعض
الثشبان الذين أصبحوا بمثابة المتحدثين بلسان 2 الاتحاه الجديد «( ف أدب الخمسينات
والستينات . وقد سبقت هذه المجلة مجلات « أوجدان » و« عخشاف » و« يوخاني » .
ولكنني لا اخطىء القول اذا قلت انها الاب الروحي لهذه المجلات . وقد صدرت لاول مرة
في القدس في عام ؟116 وكان يطبع منها .؟ نسخة من الاستنسل بمثابة « مجلة داخلية
لمجموعة الادباء الششبان » . وكان المشتركون الاوائل فيها هم : يجآل افراتي » وموشي
دور » وبنيامين هروشوفسكي »؛ وناثان زخ » وبيسح ميلين » وأريه سيفان » وجرشون
شيكد . وبعد فترة انضم اليها يهودا عميحي » ودافيد أبيدان وغيرهم . وفي البيان كتب
المحررون باسم المجموعة :« يبدو لنا أن هذه هي المحاولة الاولى من أجل تجميع مجموعة
من رجال القلم » الذين نضجت باكورات اعمالهم بعد حرب 1158 » اي في نهاية
الاربعينات . أن واقع هذه الايام ليس هو الواقع المثر للحماس خلال سنوات الحرب
التي أثارت مجموعة متعددة الالوان من الكتابات شعرا ونثرا . ان واقعنا كثيب وباهت
ومتجهم » وعلى ضوئه بالذات يفحص مستوى الانتاج الادبي . والتجربة خطيرة جدا . . .
لقد زالت البراءة من القلب » وزالت عقيدة أيام الصبا في انه من الممكن ( ان نحتل العالم )
بقوتنا الذاتية . وحل محلها الشمك والسخرية والحيرة السيئة . اذن فلناخذ الحذر من
١" - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4117 (7 views)