شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 132)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 132)
- المحتوى
-
الولايات المتحدة مصدر تسساؤل ؛ في هذه المناسسبة
نود أن نوجه كلامنا الى بريطانية واميركة ٠. ان
العرب يعتقدون ان الصهاينة لا يستطيعون ان
يحققوا بمفردهم اي امل من آمالهم » ولولا دهم
القوى العظمى ومسساعدتها لما كان باسستطاعتهم
( اي الاسرائيليين ) ان يفعلوا ما فعلوه في
فلسطين 729 .
كان الانتقاد الذي وجه للدول الاجنبية لدورها في
خلق قضية فلسطين قليلا نسبيا . وكان الششعور
الذي سماد الافتتاحيات هو : من المسستحسين والجيد
القول ان اسرائيل قامت على ايدي القوى الاجنبية»
ولكن اذا لم يكن العرب قادرين على تحطيم دولة
مغيرة أناشئة وضعيفة ؟ وتعرضت الجامعة العربية
لكونها محط انظار الشعوب العربية لحملات عنيفة
ونارية . ان كون الجامعة العربية وامينها العام
عبد الرحمن عزام قد تصرفا كمانعة صواعق يعود في
قسم منه الى أن رئاسة الجامعة العربية في
القاهرة » كانت في الشهور الثلاثة التي سسبقت
الهزيمة اششسبه بمصنع ورق © فقد توزعت مئات
التقارير والبيانات تحمل اخبار الانتصارات العربية
العظيية في المعركة. وعندما عجزت هذه الانتصارات
عن الظهور والتحقق على صعيد الواقع » انصب
غضب الكتاب العرب على الذين ضللوهم . كتبت
« النهار » تقول : « نجد ان اللجنة السسياسسية
لا تزال تتأرجح » وهي تهيء المستقبل »© بين اعتماد
القوة والاتكال على مبادىء السسلم والعدالة
فهي تقول ان وقف القتال ليس الهدنة وان هذه
الهدئة اذا قامت لن تكون سسوى مرحلة
جديدة في سبيل استخلاص حقوقنا وصون عروبة
فلسطين . ثم تعود لتؤكد ان قواتنا ستبقى مرابطة
في البلاد المقدسة الى ان « يعود السلام الى ارض
السلام . » ! اتعتقد اللجنة السسياسسية ان هذه
« القوات » التي سستبقى مرابطة في فلسطين ستكفل
لها الحصول على حقها ©» اذا فشلت المفاوضات
التي تفسح مجالا لها ؟ واذا كانت هذه القوات
كفيلة بذلك »© فلماذا لا تمضي في المعركة التي
بدات » وتحصل على هذه الحقوق بعد ان اقتنعت
اللجنة السياسية ان للقوة وحدها القول القتصل »
وان الهدئة خداع وتسويف ؟ ام ان اللجنة
السياسية تقصد من ابقاء هذه الجيوش « تخويف »
مجلس الامن والضغط على الوسيط حتى «يعطينا»
من الشروط ما يتناسب مع قوتنا ؟ ام هي تريد من
الهدنة مجالا جديدا لدعم قواها ورص صفوفها حتى
تجلي في السباق المتبل اكثر ما. جلت في السباق
الماضي ؛ اما نحن »2 فاننا نرى ان اللجنة تستسلم
الان ل «الامر الواقع» وتسسعى جهد الطاقة الى
انقاذ المظاهر مضللة من يسهل عليها تضليله .
غاذا كان لنا » وللشعوب العربية قاطبة ©» ما
نقوله لها ©» فهو ان سسياستها قد فثكلت ©» وان
ما تقوم به لا يخدع احدا بعد إليوم » اذا كان
ثمة من انخدع بالامس ! »(14).
وهذا تعليق غاية في السخرية حول دور الجامعة
العربية وامينها العام : « دعنا نعترف ... بأن
السخيف في الشرق لا يقتل ابدا . ولو كان
للسخافة ان تقتل. » لكان عبدالرحمن عزام »© الامين
العام للجامعة العربية قد مات ١٠٠١/ مرات . لقد
كان عبدالرحمن عزام رجلا ميتا في كل مرة افنى
فيها اسرائيل بكثرة الكلام المغرق في عاطفته © وفي
كل مرة كان يعبر عن تفاؤله فيما يختص بتطورات
الشأن الفلسطيني في الامم المتحدة . وفي كل مرة
كان يعلن للعالم المقررات السرية والقرارات الخفية
مجلس الجامعة وللجنة السياسية ... ولا يبدو
ان عبدالرحمن عزام وسادة الجامعة العربية قد
تعلموا اي شيء . لم يتعلموا » على اية حال ©»
ان النصر في فلسسطين لم تقرره العوامل الاجنبية »
بل كان ايضا والى حد بعيد يعود الى تفكك
سياستهم الخارجية 9(6!). ان هذا الشسعور
بالمرارة قد ظهر في دعوة بعض الصحف الى الغاء
الجامعة العربية . وبما ان الجامعة قد مارست
سياسة اكبر من وسائلها » فان العديد من الصحف
شعرت بأن الجامعة يجب أن تدفن حتى لا تعرف
الاجيال العربية في المستقبل كم كانت ضعيفة هذه
الجامعة(71).
والى حد بعيد لم تكن الحملة الكبرى من التوبيخ
في الافتتاحيات موجهة للجامعة العربية ولا للنفوذ
الاجنبي » بل تركزت حول مسؤولية القادة العرب
عن الكارّثلة . وقد لام كتاب الافتتاحيات القادة
العرب لارتكابهم غلطتين اسساسيتين ٠ أما الغلطة
الاولى مهي ان القادة العرب تجاهلوا الشعب ولم
يدركوا ان الحربُ لا تكسب اذا كان القائد في واد
والشعب في واد آخر ولا يعلم شيئا عما يجري
حوله . اذ كان على القادة ان ينالوا الدهمم
الشعبي حتى ينتصروا © وهذا ما لم يحدث ,
وثانيا ©» اعتقد كتاب الافتتاحيات ان القادة كانوا
15 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39467 (2 views)