شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 155)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 155)
- المحتوى
-
لأحتكم الى ألياف الشجر
اعيدي الي حروف وجهىي
لاحنكم الى المواصف المقبلة
أعيدي الي اسباب فرحي
لاحتكم الى التراجع الذي لا سبب له
لان صوتي يابس كسارية العلم
ويدي فارفة كالنشيد الوطني
ولان ظلي واسع كمهرجان
وقسمات وجهي تتنزه في سيارة الاسعاف
لاني هكذا »
فانا مواطن في مملكة لم تولد ٠.6
وسيكون دون شك استحضارا مشوها ؛) لان
الاستقرار والكثافة في العاطفة والمخيلة معا اللذين
نتجا عن تجربة طويلة لدى الماغوط ليس من
السهل ان يتوفرا في محاولة درويش الجديدة »
وهي محاولة هامة وجريئة . فلقد أراد الششاعر
لا ان يتخطى وجهه القديم » بل ان يخرج منه
خطوة جديدة تشكل اضافة أخرى ومنحى آخر .
ولكنه في رأيي © لم يوفق »© كما أراد لنفسسه © في
قصائد النثر التي نشرت تحت عنوان « المزامير »
بقدر ما وفق في القصائد الاخرى التي تضمنتها
المجموعة « أحبك أو لا أحبك »© . انه غيها يتفجر
داخل فنائيته ©» التي لم يتخل عنها وحسنا يفعل »
ويصالح بينها وبين الرؤيا الشبكية المعقدة
للقصيدة الحديثة . انه لم يتح للغنائية ان تغنى في
خضم اللمباشرة والخطابية » وضيمم المتكلم الواحد»
يل هو يعالجها لا لتكون اسنانيا بل عاملا مسساعدا
لتقريب هذا التقاطع والتركيب والجدل داخل
القصيدة . ولمل العنوان ذاته يقف شاهدا على
مناخ الرؤيا الجديد « أحبك أو لا أحبك » حيث
يشكل تجاذب هذين الطرفين المتناقضين دائرة »
هي وحدة حية لكل شيء ©» وهي تذكرنا بوحدة
النقيض هذه في مجموعمة الشامز عبدالوهاب
البياتي « الذي يأتي ولا يأتي » و« الموت في
الحياة » . ولكن محمود درويش © هذا الشاعر
الذي جبل من ارض مستلبة © ونشأ ونما على
التحديق بها » يملك القدرة على معرفة حدوده
والقدرة على تلمس جراحه » وهو لهذا يدرك ائنذي
يضعه أمام بصيرته حين يكتب . ان فلسطين في
شعر درويثل هي وحدة كل شيء © دائرة يتجاذئب
يها الموت والحياة ©» الحب واللاحب © الشيء
واللاشيء ©» الصراخ٠والسكوت . لان انبعائها
لجل
يحتاج الى زماد » وحياتها تحتاج الى موت ٠
وليسمت هذه المعادلة الا بديلا موضوعيا للفدائي
والارض ؛ وليس الفدائي والارض الا تجسسيدا لهذه
المعادلة » من هنا تتحكم هذه اللعبة السحرية في
رؤية محمود درويشس « فالغدائيون أسرى توقهم
للموت » من اجل أحياء الارض © كما ان الموت
تذكرة الدخول الى الوطن ©» حين يكون « الكلام
خطيئة » والصمت منفى » .
في قصيدة « عائد الى يانما » التي كتبها الشساعر
عن الششهيد الفلسسطيني ابو علي اياد ©» اسستعادة
مجسدة وحية لتلك المعادلة » الموت الحياة او
الموت العودة . وهي قصيدة تقف برأيي الخاص
في مقدمة قصائد المجموعة جودة ونضجا . أن
شفافيتها ونموها المتزن يعطيانها حاسة القصيدة
الواحدة » واشير بهذا الى بعض قصائد محمود
في المجموعمة وعلى رأسها قصيدة « قتلوك في
الوادي » »© حيث يذهب فيها » شأنه في بعض
قصائده السابقة ©» مذهب المقاطع الغنائية التي
تشبه « التوقيعات » »© بحيث تنفرط القصيدة الى
قصائد © تفصلها حدة غنائيتها واستقلالها» بعضها
عن البعض الاخر . وقصيدة « عائد الى ياقا »
هي الاخرى © وبشكل ظاهري »© مجزأة الى مقاطع
تفرزها فواصل بيضاء او منقطة »© ولكن القارىء
انما يجد تلك الفواصل جزءا له دوره داخل بنية
القصيدة 2) وليس مجرد مساحة لاتاحة فرصة
شعرية جديدة ٠ وهي تبدأ بمقدمة أشبه ما تكون
بمقدمات الاساطير © وتختتم بها ©» لتشكل دورة
تامة © والمقدمة غنيا مستوحاة من مقدمة 7 ملحمة
كلكامش »© البابلية » في حين تبدو القصيدة من
ناحيتها الشكلية متضمنة الاستيحاء العام من
« ملحمة كلكامش » تلك © حيث البحث عن الابدية
هناك والعودة الى الارض الام هنا .
هو الآن يرحل عنا
ويسكن يافا
ويعرفها حجرا .. هجرا
ولا شيه يشبهه
والاغاني
تقلده ..
تقلد موعده الاخضرا .
في القصيدة يتفجر ذلك التجاذب بين الرماد
والانبعاث والموت والحياة » وأن جاء هنا بصورة
اكثر تلقائية واكثر مباشرة ©» فها هو البطل يرحل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3482 (8 views)