شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 173)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 173)
- المحتوى
-
حصلت على معونة مالية سخية لتغطية > نفقاتها من
« الاخوة الدولية للجمعية الاميركية للنساء
الجامعيات » . وبعد ان اقامت فترة فنصيرة قررت
ان تغير موضوع دراستها التي كانت الحصول على
مادة متارنة عن المرأة في العهد القديم فأصبحت
دراسة الحياة الشعبية والاجتماعية في فلسطين .
وهي تصف دراستها بأنها دراسسة للانتروبولوجيا
للعرب المسلمين في فلسطين وليس لليهود ٠ ومن
أجل ان تكون لديها الفرصة لتقديم التطور التاريخي
للقرية العربية الفلسسطينية وعائلاتها وعشائرها
بدات ببوضوع الزواج .
واذا كانت جرانكفيست قد اختارت قرية أرطاس
القلسطينية لتكون هناك في مكان مناسب لدراسة
الحياة العربية الفلسطينية فانها حصلت على تقارير
من زياراتها للقدس وحيفا ونابلس ٠. وزارت مصر
مرتين . وعاشت شهرا في القرى المجاورة لنابلس.
كما قامت برحلات للاماكن المجاورة للبدو وعبرت
النهر الى شرقي الاردن ٠
وفي عام ١110 وقبل ان تخرج الباحثة بأبحائها
الى العالم سافرت الى انجلترا بقصد الاطلاع على
ما طرأ على الدراسات الانتروبولوجية والفولكلورية
من تطور ٠ وكان المنهج الوظيفي قد نشثساً وازدهر
في هذا الوقت على يد العالمين مالينوفسكي ورادكلف
براون . وهنا توفرت على دراسسة المنهج الوظيفي
الذي كان سائدا في ذلك الوقت . ويقضي هذا
المنهج باستخدام اسلوب الملاحظة وطرح الاسئلة
الدقيقة لكل مناحي الحياة الاجتماعية ودراسة كل
منها بالنسبة للاخر . وأسلوب ذلك هو استجواب
الفرد واستكناه الطريقة التي ينتمي بها للمجتمع ٠
وكانت جرانكفيست قد طبقت في دراستها للحياة في
فلسطين أسلوب الملاحظة والاستفسار . وهي
تعتبر أسلوب الاستفسار غاية في الاهمية وهي بذلك
تقول : « ان الناس المسسنين يعرفون الكثير من
العادات والتقاليد وعندما يموتون فانهم يأخذون
معلوماتهم معهم الى القبر وتختفي المادة التي نحن
بحاجة اليها »© .
ولما كانت معرفة الظروف التاريخية التي شهدها
مكان ما تعسد أساسا لدراسة المجتميع فان
جرانكفيست بدأت تتعرف اولاا على الاهداث
التاريخية التي عاشتها القرى الفلسطينية من خلال
الرواية الثشفوية لا من خلال الكتب . واستطامت
ما
الباحثة بذلك ان تجمع مادة وفيرة عن حياة الناس
دون الالتجاء الى العمل المكتبي ٠
التي جمعتها عبارة عن ترجمة مباشرة لما قالته
النساء لها وذكره الرواة . اما العمل المكتبي غلم
يكن يعنيها الا لاظهار المادة المقارنة والموازية
للعيل الذي تعمله . لقد حاولت أن تذكر الدراسات
الاخرى التي تناولت نفس الموضوع ولكنها لم تخلط
بينها وبين المادة الاساسية التي جمعتها بنفسها .
وبذلك اثبتت هذه الباحثة ان معايثة الشعب
واستكناه حياته بطريقة الملاحظة والاستفسسار
مسألة منتجة في الدراسة الفولكلورية .
ومن الاشخاص الذين اعتمدت عليهم جرانكفيست
كرواة امرأتان من أرطاس هما عليا وحمدية » ولا
بأس من ايراد نبذة عن كليهما لان ذلك يوضح
ظروف جمع مادة الباحثة وبعض ملامح الحياة
الشعبية الفلسطينية . لقد ولدت عليا بعد وفاة
والدها وخطبت اختها لبدوي من عرب التعامرة
عمل سسبع سسنوات كراع لغنم اهلها بدل المهر .
وعندما ماتت اختها وحان موعد دغفنها نزل البدوي
الى القبر ولم يخرج منه الا بعد أن وعدوه بأنهم
سيزوجونه عليا بدلا من اختها بالرفم من صغر
سنها . وخدم البدوي سسبع سسئوات اخرى من
أجل عليا . وما ان تزوجها حتى بلغ أرذل العمر
ومات . وبعد ذلك عملت عليا خادمة في بيت
القنصل الفرنسي في بيت لحم ثم عادت لارطاس
حيث زوجوها ثانية لشيخ من قرية صوريف ما لبث
ان مات هو أيضا . واصبحت عليا أرملة وعمياء
وكانت لديها الفرصة لتسمع وتروي كل شيم .
وكانت معروفة بحبها لاغاني القرية وروايتها .
اما الراوية الثانية حمدية فكانت ايضا ارملة .
وفي أوائل حياتها تزوجت من رجل متزوج من
امرأة عجوز . ولم تقض معه سلوى القليل من
الوقت اذ « حردت »© عائدة الى أرطاس مما
اضطر والدتها ان تذهب الى الديوان حيث يجلس
الرجال وتعلن ان ابنتها حامل لتثبت شرعية
الطفل . وبعد ان انجبت حمدية طفلها جاء زوجها
وأعادها الى بيته . ومات ابنها ؛ ثم ذهبت هي
وزوجها الى شرقي الاردن حيث مات زوجها فعادت
هي الى أرطاس .
وكانت عليا وحمدية أفضل مصدرين اعتمدت عليهما
جرانكفيست في جمع مادتها . وهي تقول ان نساء
القرية كن ينصحنها بالرجوع الى عليا وحمدية
وقد كانت المادة - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22423 (3 views)