شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 178)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 9 (ص 178)
- المحتوى
-
عن الموضوع وكيف الامر اذا طلب اليهم الباحث
أن يستعيد.ا اغاني الحزن التي تقال بمناسسيبة
الوفاة ؟
ويذكر كاتب هذا المقال انه في اول عهده بتناول
هذا الموضوع أجرى حديئا مع راوية وكانت امراة
بدوية مسنة من بئر السبع » واخذت الراوية تردد
اغاني الحزن وما أن ألقت عدة مقاطع حتى انخرطت
في بكاء عميق وقالت ذلك يذكر بأخيها الذي
استشهد في احدى الحروب العربية الاسرائيلية .
وحصل نفس الشيء مع الفتاة التي عهد اليها
بطباعة مثل هذه المادة اذ اثار ذلك اشسجانها وجعلها
تبكي بصوت عال مسموع . ولكن الامر ممع
جرانكفيست ربما كان يختلف »© فالباحثة الفتلندية
اقامت فترة طويلة في قرية أرطاسس مكنتها من أن
ترى الاحداث بنفسها وهي هنا في كتابها عن تقاليد
الوفاة شأنها في ذلك شأن دراسستها للزواج
والطفولة تروي لنا احداثا معينة تسيي
أصحايها وتصف ما رأته بعينها وتسسجل افادات
الرواة عفد وقوع الحدث .
وتتضمن دراسة جرانكفيست عن تقاليد الوفاة
والدفن مقدمة طويلة تتناول عوامل عدة ذات علاقة
انها تدرس هنا المرض ومسالة
العلاج من وجهة نظر شعبية محضة تستميد
ممهومها من معتقدات ششعبية متصلة بلدين .
ويدور المفهوم الرئيسي حول المعتقد القائل بأن
الخير والشر من الله » وأن الصحة هبة من الله
والموت قدر محتوم لا مناص منه ٠ وعندما بقع
القدر فان الدواء والطب لا يفيدان في قليل او
كثير .
وتوضح جرانكفيست هنا مفهوما للمكان الذي يتوفى
يه «الانسان كانت قد تعرضت له عند دراستها
لمسألة الطفولة وهو أن المكان الذي مسيتوفى فيه
الانسان كان قد تقرر في علم الغيب منذ ولادة
الانسان . ذلك ان حفنة التراب التي خلق منها
الانسان تحضر من مكان الولادة ومن مكان الوفاة .
وعندما يتوفى انسان ما في مكان بعيد جدا عن
مكان ولادته يقول الناس : « سببحان الله ...
اتراباته اخذنه » أي أن هذا الانسان قادته
منيته ليموت في المكان الذي اخذت منه تلك الحفنة
من التراب التي خلق منها والتي يبدو انها: اخذت
من ذلك المكان البعيد
بالصحة والموت .
وتتناول الباحثة في التفصيل المسائل المتملقة بالدفن
نتتحدث عن تحضي القبر وملابس الدفن ( الكفن )
وغسل جسد التوفي وكل الطقوس المتعلقة بذلك.
وهي تذكر تقليدا كان في الماضي مساألة دينية
واصبح الان جزءا من التراث الشعبي وههو
« اسقاط الصلاة » . ذلك ان هناك احتفالا يقام
لاسقاط الصلاة عن الشخص الذي لم يكن ليؤدي
الصلوات الخمس في حياته . اذ تجمع اموال أهل
المتوفي وحلى النساء وتوضع في كيس وتعطلى
للشيخ وللجالسين ولكن هؤلاء بعد أن يأخذون
النقود يعيدونها لعائلة المتوفي بعد ان يتنازلوا عن
حقهم في أخذها ٠.
ثم تتحدث الباحثة عن لحظة الدفن ونزول اللكين
واستجوايهم للميت . وتسهب جرانكفيست في
الحديت عن حفلات الطعام التي تقام بمناسبة
وفاة شخص معين ٠ ويأتي الممزون والممزييات
.دن القرى المجاورة وهم يقودون حيوانات الذبيح
تماما كما يحصل في مناسسبات الزواج ٠.
ومن المعتقدات المتعلقة بالوفاة ظهور المتوفي في
الاحلام لدى اهله واصدقائه والاعتقاد بسرقة
أجساد الموتى وانتقالها من مقبرة الى اخرى حسب
الوضعية الدينية للمتوفي ٠. وهناك ممعتقد ششعبي
مؤداه ان الاجسساد الطاهرة تنقل من مقابرها الى
الاراضي المقدسة في الحجاز والعكس بالعكس .
وتتناول جرانكفيست بالحديث عن حالات وفاة غير
طبيعية مثل الاثتحار والقتل العيد ومسائل
الثشار .
أما أغاني الحزن فتستائر باهتمام خاص وكبير
من دراسة الباحثة وهي تورد لنا كقظفا شاملا
وتفصيليا للاغاني الحزينة التي تقال في مناسسيبة
وفيات متنوعة . فهناك أغان خاصة تقال اذا كان
المتوفي : ابا او عما او أخا او زوجا او زوجة
او جنديا أو بطلا أو فتاة عذراء او شبيخًا ...
فلكل مقام مقال والاحياء يندبون حظهم ويبكون
واقعهم بعد وفاة المتوفي . وبالطبع فان ما يقال
يتناسب مع درجة حزن الناس على الشخص
المتوفي والفراغ الحاصل في المجتيع بخسارته
راي في جهود جرانكنيست
تعتبر أعمال جرانكفيست مصدرا عميق الاثر في
اية محاولة لدراسة فولكلور الشمعب الفلسطيني.
وما - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 9
- تاريخ
- مايو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39477 (2 views)